فحين وردت هذه الرسالة على ملك الصين، عفا عن طبيبه ومنجمه شنو، ثم حمله الجواب على ذلك الكتاب، ورحله معززا مكرما إلى عاصمة المملكة الهندية؛ حيث بولغ له في الحفاوة، وقوبل بمجالي الاحتفال اللائق بمقام العلماء، وأنزل في قصر الملك ضيفا كريما عليه، فعكف أياما يخبر أحوال الداء، ويسبر أغوار تلك العلة العسراء، بدون أن يدرك غايتها علمه، أو يصل إلى كنهها فهمه، وهو كلما خلا إلى الأميرة احتال، وأكثر السؤال، عسى أن تقر أو لعلها تبوح بالسر، والفتاة لا تزداد إلا تماديا في الجحود، وتصميما على الكتمان.
فلم يجد شنو بدا من الركون للتنويم الذي كان أبرع أهل آسيا في معرفته، وأخذ سرائر الأميرة غصبا، فلم يزل بها ينومها المرة بعد المرة، وهو يجدها أشد عنادا في حال النوم منها في حال اليقظة، حتى كلت روحها وخارت أعصابها، وأذعن للقوة عصي العنان، فتحركت الشفتان، وانطلق اللسان، وصادف دخول «دهنش» في تلك اللحظة المكان، ففاجأ ابنته؛ إذ هي منومة؛ إذ تقول بأفصح بيان (المنسرح):
آشيم يا من بحبه نعلو
ومن أديم السهى له نعل
عزت مع الشوق نحوك السبل
وبات صعبا لقاؤك السهل
يا ليت شعري والبعد مجلبة
للترك والعيش كله شغل
أذاكر أنت أم نسيت لنا
إذ نحن طفلان والهوى طفل
ناپیژندل شوی مخ