فسأله الرئيس بعد أن حلف اليمين: من تتهم بالتعدي عليكم؟ فسار الميجر بين صفوف المتهمين كما كان يسير بين صفوف جنده متأملا في وجوههم، فأول ما وقع نظره على عبد المنعم محفوظ رأى ذقنه كبيرة، فقال في نفسه: لأبلغن عن هذا الرجل عقابا له عن عدم حلقه ذقنه، ثم رأى محمد مصطفى محفوظ فبلغ عنه لأنه كان كبير البطن، وبعد ذلك نظر إلى محمد العبد فأعجبه قوامه فقال: إن هذا الشخص لم يكن موجودا، ثم نظر إلى محمد علي محمد وقال: ولا هذا الشخص ... لأنه كان طويل القامة ينفع أن يكون من عساكر الدراجون، ثم نظر إلى محمد درويش زهران فرأى وجهه كئيبا فأبلغ عنه أنه كان موجودا، وهكذا أخذ يسير بينهم، وحياة المتهمين بين شفتيه، حتى أبلغ عن الذين لم ترق هيئتهم في عينه وعفا عن الآخرين.
فقال له سعادة الرئيس: ماذا حصل لك يوم 13 يونيو؟ - خرجت أنا وباقي الضباط إلى الصيد في بلدة دنشواي، وما كدنا نصطاد حتى هجم علينا الأهالي وضربونا، وسلبونا، وقتلوا الكبتن بول. - ألم يكن لهذه العصابة رئيس؟
ففكر الميجر قليلا وقال: نعم كان لها رئيس. - أيمكنك أن تعينه لنا من بين المتهمين؟
فمشى الميجر بين صفوف المتهمين إلى أن وقف أمام محمد درويش زهران صاحب الوجه الكئيب وقال: هو هذا يا سعادة الرئيس.
فتبسم الرئيس وقال له: ثنكس.
ثم ذهب الميجر وجاء بعده اللفتننت سميث ويك، فحلف اليمين القانونية بغيظ شديد، ثم سأله الرئيس قائلا: ماذا حصل لك يوم 13 يونيو؟ - ذهبت مع الضباط للصيد، وفي أثناء ذلك هجم الفلاحون هؤلاء المتوحشون علينا وأخذوا سلاحنا وسلبونا وقتلوا الكبتن بول. - تتهم من بالتعدي عليكم؟ انظر في وجوه هؤلاء الأشرار.
فاضطرب اللفتننت وخفق فؤاده لأنه قادم على أمر جلل، فقال: أظن أني لا أعرف المتهمين لأنهم كلهم يشبهون بعضهم، وفي هذه المدة تغيرت هيئتهم وطالت ذقونهم.
فقطب أحد القضاة حاجبيه وقال له: قل بالتقريب.
فصدع اللفتننت بالأمر، وسار يمر على المتهمين، وعندما وقف أمام درويش زهران قال له أحد القضاة وقد خاف أن يمر عليه دون أن يخرجه: ألم يكن هذا رئيس العصابة؟ - نعم ... وزيادة على ذلك فهو الذي خطف مني البندقية، وكان يظهر على ملامحه ما يفيد أنه من رؤساء العصابة.
ثم سكت، ولما رأى البشر على وجوه القضاة قال: وإنه أيضا كان يحرض الناس على التعدي على الضباط. - فيري جود، تمم بحثك في باقي المتهمين.
ناپیژندل شوی مخ