180

عد تنازلي

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

ژانرونه

ثم في عام 1972، أعلنت هيئة الاتصالات الفيدرالية عن سياسة جديدة فتحت الباب أمام خدمة أقمار صناعية محلية. استجابت «آر سي إيه» من خلال قمر «ساتكوم 1»، الذي بلغ مدارا فضائيا في عام 1975، وشرع مجموعة من المستثمرين في استخدامه على الفور في نقل أفلام هوليوود إلى خدمات الكابلات في البلاد، كنوع جديد من شبكات التليفزيون المدفوعة الخدمة. أثبتت هذه القناة، المسماة «هوم بوكس أوفيس»، شعبيتها الهائلة وهيأت الأجواء لتطوير التليفزيون الكبلي كصناعة جديدة مهمة. سرعان ما تبعتها قنوات أخرى، مثل «سينماكس»، «شوتايم»، «موفي تشانيل». كان الأطفال يشاهدون قناة «ديزني» و«ديسكفري» و«نيكلوديون». أطلق تيد تيرنر شبكة «سي إن إن»، وبالنسبة إلى المهتمين بمتابعة الأنباء الصحيحة، كانت «سي- سبان» تقدم تغطية كاملة للكونجرس. أخذت «إسبن» بزمام المبادرة بين قنوات الخدمات الرياضية. وكان المشاهدون يتابعون «ويذر تشانيل» و«فايننشيال نيوز نتوورك»، أو يشاهدون مادونا على «إم تي في».

ظل هذا القدر الهائل من البرامج الجديدة متاحا مجانا لفترة من الوقت، لأي شخص لديه جهاز استقبال ملائم. اشترطت «كومسات» لفترة وجود تليسكوبات لاسلكية بارتفاع مائة قدم في محطاتها الأرضية، بيد أن زيادة القدرة الكهربائية في الأقمار الصناعية الجديدة كانت تعني أن المشاهدين في المنازل يستطيعون التقاط إشارات تلك الأقمار من خلال هوائيات شبيهة بالأطباق، كان عرضها لا يزيد عن عشر أقدام أو اثنتي عشرة قدما. لم تكن هذه هي «القطوع المكافئة الصغيرة التي يبلغ قطرها قدما تقريبا» بحسب تصور كلارك في عام 1945، بيد أنها أثبتت أنها من حيث التكلفة المادية كانت في متناول ما يصل إلى مليوني شخص من قاطني المنازل. مع انتشار أطباق الأقمار الصناعية في باحات المنازل، خاصة في المناطق الريفية، اتجهت شركات الكابلات إلى تشفير إشاراتها، أملا في أن ينفق مشاهدوها حوالي 400 دولار أمريكي مقابل شراء جهاز فك تشفير ثم دفع رسم شهري. أدى هذا إلى ظهور صناعة جديدة، تشتمل على شرائح كمبيوتر مقرصنة تستطيع فك شفرة الرموز على نحو غير قانوني؛ ومن ثم، استطاع الناس مواصلة توجيه أجهزة الهوائي لديهم ومشاهدة البرامج دون أي تكلفة.

برز البنتاجون أيضا كمستخدم رئيسي في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية؛ إذ دخل المجال وسط صخب هائل في منتصف عام 1966، مع إطلاق «تايتان 3» سبع مركبات فضائية أولية في عملية إطلاق واحدة، لتليها ثماني مركبات أخرى بعدها بأشهر قليلة. كانت المركبات توفر قنوات آمنة لإرسال الإشارات على نحو ثبتت فعاليته أكثر كثيرا من النظم السابقة، التي كانت تستخدم موجات لاسلكية قصيرة غير فعالة. من خلال السماح للقادة بالإلمام بما يحتاجون إلى معرفته، أضحت هذه المركبات الفضائية مكملا لأقمار الاستطلاع الصناعية على غرار «ديسكفرر».

كانت مركبة «ديسكفرر» الفضائية بمنزلة «أدوات إنزال في وحدات تخزين»؛ كانت تحمل الفيلم المحمض في كبسولات قابلة للاسترجاع تشبه وحدات التخزين وتسقطها عبر الجو ليجري استرجاعها عن طريق طائرة. جرى الكشف إعلاميا عن البعثات الثماني والثلاثين الأولى، لكن في وقت مبكر من عام 1962 توارى البرنامج وغاب عن الظهور الإعلامي. مع ذلك، لم يختف البرنامج كلية؛ ظلت شركة «لوكهيد» تبني المراحل العليا لصاروخ «أجينا» بحمولاتها، وواصلت طواقمها الأرضية إطلاق تلك المراحل على متن صواريخ «ثور» التي جرى إطلاقها من قاعدة فاندنبرج التابعة للقوات الجوية، وواصلت وكالة الاستخبارات المركزية إدارة البرنامج تحت اسم «كورونا».

كانت الصور الفوتوغرافية، التي كانت على درجة عالية من السرية، تحمل اسم «كيهول». كانت أقمار «ديسكفرر» السبعة والثلاثون الأولى قد استخدمت ثلاثة أنواع متتابعة من الكاميرات، التي صار يطلق عليها الآن أسماء «كيه إتش-1» وصولا إلى «كيه إتش-3». كانت جميع الكاميرات تلتقط صورا فوتوغرافية للأرض في الأسفل بمساحات واسعة وطويلة؛ مما أحدث تتابعا من المشاهد البانورامية باستخدام حامل عدسة يجري مسحا من جانب إلى جانب بدلا من النظر إلى أسفل مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، كانت جميع الكاميرات تجري عملية تعويض للحركة الكبيرة، للحيلولة دون أن تؤدي حركة الأرض - التي كانت تتحرك بسرعة خمسة أميال في الثانية - إلى تشوش الصور الملتقطة.

كانت كاميرتا «كيه إتش-1» و«كيه إتش-2» متشابهتين للغاية؛ إذ كانت تقتضيان تحليق المركبة الفضائية على ارتفاع محدد سلفا، وإن لم يحدث ذلك، كانت الصور تبدأ في التشوش. تبين أنه من الصعب تحقيق هذه الدقة في الارتفاعات، وعلى الرغم من أن الكاميرا كانت مصممة بدقة عشرين إلى خمس وعشرين قدما، كانت في أفضل حالاتها لا تحقق سوى دقة خمس وثلاثين إلى أربعين قدما؛ من الواضح أن النظام كانت تعوزه القدرة على توفير تعويض لحركة الصورة في نطاق عدد من الارتفاعات المدارية. أجري هذا التحسين في كاميرا «كيه إتش-3»، التي انطلقت للمرة الأولى على متن «ديسكفرر 29» في أغسطس 1961؛ كانت الكاميرا تشمل أيضا عدسة ذات فتحة أكبر؛ مما كان يسمح باستخدام الأفلام الشديدة الدقة. وبذلك، حسنت «كيه إتش-3» الدقة حتى عشر أقدام.

اشتملت «ديسكفرر 38» على كاميرا «كيه إتش-4»، باسم «ميورال». كانت الكاميرا تعادل كاميرتي «كيه إتش-3»، إحداهما تشير إلى الأمام، والأخرى تشير إلى الخلف. عندما كانت المركبة الفضائية تحلق نحو هدف ما، كانت الكاميرات تصوره من زاويتين مختلفتين، وعند النظر إلى الهدف من خلال منظار مجسم، كانت الصور تظهر ثلاثية الأبعاد. ثم خلال عام 1963، اشتمل نظام «كيه إتش-4 إيه» على وحدات التخزين المزدوجة. كانت كل مركبة إذن تحلق في مدار فضائي لمدة تصل إلى أسبوعين، مرسلة الفيلم على دفعتين. حملت «كيه إتش-4 إيه» على متن البعثة رقم 69 للمرة الأولى، في أواخر أغسطس، وسرعان ما صارت هي الكاميرا القياسية. بدءا من منتصف عام 1964، استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية هذه الكاميرا بانتظام في رحلة واحدة على الأقل شهريا.

بالإضافة إلى ذلك، وسع برنامج «كورونا» نطاقه من خلال سلسلة من الرحلات التي وضعت خرائط تخطيط جيوديسية، حددت فيها أهدافا بدقة بالنسبة إلى علامات قياسية معروفة . كان هذا الأسلوب يسعى إلى تناول موضوعات مثل معرفة موقع موسكو، بطريقة تسمح بتوجيه رحلة صاروخ باليستي بعيد المدى بناء على هذه المعلومات. أسفر البرنامج المعروف باسم «أرجون» عن نتائج متوسطة القيمة، على الرغم من أن برنامج «كورونا» إجمالا قدم بيانات جيوديسية بالغة القيمة. مع ذلك، كان لأرجون استخداماته الخاصة. بنى الجيش كاميرته الخاصة لرسم الخرائط، وهي كاميرا «كيه إتش-5»، واستخدمت ناسا هذه الكاميرا عريضة الزاوية لرسم خريطة للقمر.

كان برنامج «كورونا» يرعى أيضا برنامجا فرعيا آخر يسمى «لانيارد»؛ كانت أقماره الصناعية تحمل كاميرا عالية الدقة، هي «كيه إتش-6»، كانت تهدف إلى التقاط صور قريبة لمواقع صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية قرب تالين في إستونيا. تبين أن الصواريخ محل الاهتمام كانت من النوع المضاد للطائرات، على الرغم من أن «لانيارد» لم يفصح عن هذا. في حقيقة الأمر، لم يرسل هذا البرنامج صورا ذات قيمة كبيرة، لكنه قدم صورا واضحة للغاية، وأمل مسئولو وكالة الاستخبارات المركزية أن يصير «لانيارد» نظاما لالتقاط الصور القريبة لإكمال برنامج «كورونا» الرئيسي، الذي كان يلتقط صورا بانورامية.

لكن، كانت القوات الجوية لديها برنامجها الخاص في الاستطلاع الفضائي، وابتكرت كاميرتها ومركبتها الفضائية الخاصة؛ «كيه إتش-7» و«جامبت». حلقت مركبة «جامبت» الفضائية، وهي عبارة عن قمر صناعي ذي وحدتي تخزين، للمرة الأولى في يوليو 1963، وسرعان ما التقط صورا قريبة حقا، حيث حلق على ارتفاع منخفض إلى ما دون مائة ميل. سجلت رحلتان من رحلاته رقمين قياسيين في الارتفاع المنخفض، عند خمسة وسبعين ميلا وستة وسبعين ميلا، وبدقة بلغت ثماني عشرة بوصة. بالنسبة إلى القوات الجوية، أثبتت مناورة «جامبت» نجاحا باهرا؛ تفوق على «لانيارد» في الأداء، وبعد ثلاث رحلات فقط لقمر وكالة الاستخبارات المركزية المنافس هذا، كانت جميعها خلال عام 1963، ألغت وكالة الاستخبارات المركزية ذلك البرنامج.

ناپیژندل شوی مخ