وما من شيء هو أحرى أن يدل على النشأة الطبيعية في الإسلام من هذه العوارض الطبيعية التي عرضت له في حياة نبيه وبعد موته، وأولها حرب الردة وما اقترن بها من عوامل النكسة والاضطراب.
لقد كان النبي مناط الاستقرار في الجزيرة العربية بعد نجاح دعوته ودخول العامة والخاصة في دينه، أو كان كما قال الشاعر:
فإنك موضع القسطاس منها
فتمنع جانبيها أن يميلا
وإذا غاب «مناط الاستقرار» أو موضع القسطاس فماذا يكون؟ بل ماذا يمكن أن يكون؟
يكون نقيض الاستقرار لا جرم.
أو يكون الميل هنا والميل هناك ولو كان العارض الذي طرأ قد عرض لأجسام من المادة لا تعرف الدين باختيار، ولا تعرفه باضطرار.
فلما غاب «مناط الاستقرار» أول مرة حدث ما لا بد أن يحدث، وطرأ التقلقل الذي لا مناص منه في كل بيئة ريثما يزول الأثر الطارئ وترجع الأمور إلى نصاب.
فعرض لكل طائفة من الناس تقلقل يناسبها ويجري في مجراها.
تقلقل الأنصار وهم مسلمون حق مسلمين، واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يبتون بتهم في مصير الخلافة؛ لأنه مصير لا بد لهم من البت فيه.
ناپیژندل شوی مخ