قال صاحب دومة الجندل لقومه حين سمع بمسيره إليه: «أنا أعلم الناس بخالد، لا أحد أيمن طائرا منه، ولا أصمد في حرب، ولا يرى وجه خالد قوم أبدا - قلوا أو كثروا - إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم ...»
وكان الرجل من العرب يعيش في الشام ويهجر موطنه الأول ولكنه يسمع باسم خالد، ويتلقى أنباءه من وراء المهامه والدروب، فما هو إلا أن ينضوي إليه حتى يوقن بيمن طائره ويسرع إلى طاعة أمره، عليما بأنه لا يأمر الأمر إلا وهو قادر على إنجازه، كما قال الشاعر الفارسي عمرو بن العمرد:
إذا قال سيف الله كروا عليهم
كررت بقلب رابط الجأش صارم
ويتناقل الرواة قصة لقائد من قادة الروم لا تقل فيها دلالة الخيال عن دلالة الحقيقة، إن كانت القصة من توليد الخيال:
قيل إن قائدا من قادة الروم اسمه جورج برز له في أكبر وقائع الشام وسأله: أحق أن الله أنزل على نبيكم سيفا من السماء، فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟
قال خالد: لا.
قال: فبم سميت سيف الله؟
قال: تابعناه ... فقال: «أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين»، ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
وكل هذا شبيه بأن يكون ...
ناپیژندل شوی مخ