66

كذلك لم يكن انتصار العرب على الفرس والروم لأنهم عرب وكفى، ولم تكن المسألة في لبابها كفاحا بين الأجناس والعناصر بما لها من المزايا وما فيها من العيوب.

فقد كان في أرض الدولتين عرب كثيرون يدينون لهما بالطاعة وينظرون إليهما نظرة الإكبار والمهابة، وكان القادرون منهم على القتال أوفر من مقاتلة المسلمين عددا وأمضى سلاحا وأقرب إلى ساحات العراق والشام من أولئك النازحين إليها من جنوب الجزيرة العربية.

وقد كان هناك عرب كثيرون انهزموا أمام المسلمين وهم كذلك أوفر في العدد والسلاح وأغنى بالخيل والإبل والأموال.

فهي نصرة عقيدة لا مراء ...

وينبغي أن يذكر المؤرخون هذه المسألة من جانبيها ولا يقصروا النظر فيها إلى جانب واحد ...

فاستحقاق النظم القائمة للضياع هو في وقت واحد سبب ضياعها، وهو حجةالعقيدة التي تخلفها وتنتصر عليها في ساحة النزاع.

إذ كان أدعى الدواعي لظهور عقيدة جديدة أن النظم القائمة قبلها لا تتماسك ولا تصلح لحماية ذمارها.

فإذا قيل: إن العقيدة الجديدة قد انتصرت لتداعي النظم التي اصطدمت بها فليس هذا تعليلا وكفى، ولكنه كذلك شفاعة وحجة للظهور، ودليل على أنها حق صالح كأصلح الحقوق الكونية، وأنها علاج عالمي مطلوب جاء في الأوان.

لكن القول بانتصار العقيدة هنا لا يغني عن كل قول ...

أفكل مناضل متذرع بالعقيدة صالح في تلك الآونة للانتصار؟

ناپیژندل شوی مخ