في قتال من كفر بالله.»
وحدث حذيفة بن اليمان أنه أقبل على الناس وبين أيديهم القصاع، فدعاه عمر إلى الطعام وعنده خبز غليظ وزيت! فقال حذيفة: أمنعتني أن آكل الخبر واللحم ودعوتني على هذا؟ قال: إنما دعوتك على طعامي، فأما ذاك فطعام المسلمين.
فللمسلمين حل ما شاءوا من الطعام، أما الرجل الذي ينفق من بيت المال فله ما يكفيه. والحرج كل الحرج عليه - وهو في عدل عمر وحزمه وجلده - أن يأخذ منه ما لا حاجة به إليه، وإنه ليزداد حرجا على ما فيه من قناعة أن يكون من أصحاب رسول الله، ويعلم كيف كان رسول الله يأكل في بيته، وماذا كان يجد من الملبس له ولأهله، ثم يصيب من هذا أو ذاك خيرا مما أصاب الرسول.
وللولاة عنده مثل ما للمسلمين عامة من حق المتعة السائغة، والنعمة التي ترضاها الرجولة، لا يأخذهم بمحاكاته ؛ لأنهم يتولون الأمر كما تولاه، بل ربما لامهم على التقتير كما كان يلومهم على الإسراف.
أنكر على عامله في اليمن حللا مشهرة، ودهونا معطرة، فعاد إليه العام الذي يليه أشعث مغبرا عليه أطلاس،
43
فقال: لا، ولا كل هذا، إن عاملنا ليس بالشعث
44
ولا العافي،
45
ناپیژندل شوی مخ