109

33

نفر أهل الذمة أم لغير ذلك؟»

فقال الأحنف: «لا، بل لغير مظلمة، والناس على ما تحب.»

فهدأ باله وقال: «فنعم إذن!

34

انصرفوا إلى رحالكم.»

وربما ذهب في إرضاء الرعية مذهبا لم يحلم به الغلاة من المطالبين بحقوق الشعوب في هذه العصور.

فكان من قواده وولاته سعد بن أبي وقاص، قائده المظفر في حروب فارس، وقريب رسول الله

صلى الله عليه وسلم

والرجل الذي جعله عمر واحدا من ستة يستشارون بعده في أمر الخلافة، فثارت به طائفة من أتباعه وشكته إلى عمر وجيوش الفرس تتجمع للغزو والثأر، فلم يشغله ذلك عن تحري الأمر من مصادره، وإيفاد من يبحث عن حقيقة الشكوى بين أهلها فبعث بوكيله على العمال محمد بن مسلمة يسأل عن سعد وسيرته في الرعية، وكلما سأل عنه جماعة أثنوا عليه، إلا من شكوه، فقد أحجم فريق منهم لم يمدحوه ولم يذموه، وقال فريق منهم: «إنه لا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، ولا يغزو في السرية.»

ناپیژندل شوی مخ