الندم
أما الناصر، فبعد خروج سعيد من عنده أمر بقتل الثلاثة
1
بدون أن يراهم، وبعد قليل جاءه الجلاد يخبره بأنه قتلهم، فأمر بكتابة اللوح، وتذكر الزهراء وصدق مودتها، وكان الليل قد مضى معظمه، فلم يصبر على عدم رؤيتها، فبعث يستقدمها إليه ليشكرها ويبشرها بأنه قتل الخائنين، وكانت قد قامت فنهضت وأصلحت من شأنها وذهبت إليه وهي تعجب لتلك الدعوة المستعجلة.
دخلت عليه فرأته جالسا على السرير وبين يديه لوح يقرؤه ويهز رأسه، فلما دخلت وضع اللوح إلى جانبه ورحب بها قائلا: «مرحبا بالحبيبة الصادقة.»
فأكبت على يده تقبلها فقبلها وأمرها أن تجلس إلى جانبه، فجلست مطرقة فقال لها: «قد أسأنا الظن بك وأنت بريئة من أسباب الريبة.»
فقالت الزهراء: «إني جارية أمير المؤمنين، وهو ولي نعمتي أفديه بروحي، ولا فضل لي.»
قال الناصر: «بل لك الفضل، فإنك أصدق مودة إلي من ابني، ذلك الخائن. لقد سمعت ما دار بينكما بأذني. لله درك من صديقة أمينة! وتبا له من خائن مارق!»
قالت الزهراء: «كيف عرف سيدي بوجود ابنه هنا وعهدي أنك في قرطبة؟»
قال الناصر: «دلني عليه ياسر الخائن حال وصولي، وقد أراد الإيقاع بك فأخذني إلى الشرفة ورأيتكما تتحدثان، فلما تحقق من براءتك من التهمة التي وجهها إليك خجل، ولكنه نال جزاءه.»
ناپیژندل شوی مخ