إن أي تجربة سياسية يمكن أن نصدر عليها حكما مؤقتا عن بدايتها وخط سيرها وما حصل فيها ... وهناك حكم على نتائجها البعيدة وهو ما لا يتأتى إلا مع الزمن.
مثال ذلك الثورة الفرنسية ... لو حكمنا عليها بعصر الإرهاب وعودة الملكية يمكن القول بأنها تجربة فاشلة.
لو حكمنا عليها بعد ذلك بما أنجزته على طريق الديمقراطية يمكن أن نقول إنها تجربة ناجحة، بل هي ثورة من أنجح الثورات على المستوى المحلي والعالمي .
بهذه النظرة، حين ننظر إلى ثورتنا نجد أننا يمكن أن نحكم عليها - ونحن مضطرون في نهاية من نهاياتها الحاسمة - يونيو 1967م - بأنها تجربة فاشلة، أنزلت بالبلد هزيمة لم يسبق لها مثيل، وقفت بنا على شفا الإفلاس، إلى آخر نتائج الهزيمة.
لكن هناك ما لا يستطيع أحد أن يغفله مما جاءت به الثورة من معالم التغيير، وإن كانت أمورا من شأنها أن تفعل فعلها مع الزمن ويصح أن تتبلور فيما بعد.
مثل تغيير التركيب الطبقي للمجتمع حتى لو أن هناك «طبقة جديدة» نشأت.
ومثل تجربة امتلاك الشعب أو الدولة لوسائل الإنتاج ... رغم الانحرافات.
ومثل الدعوة إلى التضامن العربي ... والدعوة إلى تحرير الشعوب من الاستعمار.
كل هذا بعد 50 سنة يصح أن تكون له نتائج مثل نتائج الثورة الفرنسية ... ليس على المحيط المصري والعربي فحسب، بل على المحيط الآسيوي والأفريقي.
أقدر أن أقول إن التصحيح يتمشى مع هذا المنطق، مثلا لم يقم على إلغاء القطاع العام أو الإصلاح الزراعي، ولكن لتوفير حسن الإدارة والنزاهة.
ناپیژندل شوی مخ