عزيزتي الجامدة المتعبة:
لقد يئست، وإنك تعلمين أني لا أستطيع أن أزورك في هذا البيت، ولكن في وسعك أنت أن تزوريني، ويجب أن تزوريني، فإن هناك أمرا أريد أن نتفق عليه، واعلمي أني لم أذق طعم الراحة مذ استعدت الخاتم.
ففهمت كل شيء، ولم يخف عليها أن هذه الرسالة لها، لا لأختها، ولكن الذي لم تستطع أن تفهمه هو أن تخاطر أختها على هذا النحو، وتهجر بيتها وزوجها وتذهب إلى من لا يريدها. إذن يجب أن تذهب هي إلى بيت أسعد لتتدارك الأمر، وتصلح الخطأ وتمنع الفضيحة.
ولم تجد عناء في دخول البيت بلا استئذان، فقد كان بيتا صغيرا، تحيط به حديقة، ومن السهل التسلل إلى أية غرفة، إذا كان هناك شباك أو باب مفتوح.
ودخلت حتى صارت في غرفة تتصل بأخرى بباب موارب، فوقفت ساكنة، فقد سمعت أصواتا، وإذا بأسعد يقول: «إني لم أكتب إليك هذه الرسالة، وأنت تعلمين ذلك.»
وقالت الأخت المغامرة: «بالطبع أعرف هذا، إن هذه الفتاة التي تفتنك وتسبيك وتسلبك لبك، لم تزد على أن تضحك مقهقهة لما قرأت رسالتك إليها ... إن قلبها من حجر ... أو هو لوح من الثلج ...»
فسألها: «هل تعنين أنها لا تبادلني حبا بحب، وأنها لا توافق على الزواج؟»
فضحكت وقالت: «إنها لا تشعر أنك موجود، فلا تخدع نفسك، وخير لك أن تقصر ...»
ونهض أسعد - فقد سمعت جليلة حركة تدل على ذلك - وقال وهو يتمشى في الغرفة: «إنك لست أختا لها ... لا يمكن أن تكوني أختها ... أنت ... أنت ... لا أعرف ماذا أنت، ولكني أعرف أنك ماكرة خبيثة، وكل عجبي أن تكون هذه الفتاة الطيبة الساذجة أختك ... مستحيل.»
وفي هذه اللحظة دق الجرس ففتح الخادم الباب، ودخل الزوج - زوج إحسان - يمشي بخطى سريعة، ومن حسن الحظ أنه دخل من ناحية أخرى فلم ير جليلة، وأبصر زوجته على أريكة، والسيجارة بين أصابعها، وابنه يتمشى مطرقا، فوقف ونظر منها إليه ثم قال: «هل هذه الرسالة منك يا أسعد؟»
ناپیژندل شوی مخ