بطولة الاورطة السودانية المصرية په مکسیکو کې جنگ
بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك
ژانرونه
وجاءنا من حضرة البكباشي علي خير الدين أفندي من الضباط الذين كانوا بالسودان والآن في المعاش الخطاب الآتي، وها هو بعد الديباجة:
أتشرف وأبدي معلوماتي إلى سمو الأمير عن محمد علي باشا الضابط السوداني: إن محمد علي باشا أصله من أهالي السودان مثل النور بك، ومحمد أفندي عثمان، وصالح بك المك، وخشم الموس باشا وغيرهم. ولكنهم ليسوا من قبيلة واحدة، بل فيهم من هو من الشايقية ومن الجعلية ومن الدناقلة. ومحمد علي باشا كان ضابطا نظاميا ترقى في السودان، وإني رأيته مرة واحدة حالما كنت بالخرطوم سنة 1294 هجرية. وبعدها توجهت من الخرطوم إلى حامية سنار للانضمام بهذه المديرية، وكان في ذلك الوقت حاكم السودان محمد رءوف باشا. ولما حضر غوردون باشا حكمدار السودان بدله رقى محمد علي باشا إلى رتب كثيرة لكونه كان كلما أرسل إلى مأمورية أو غزوة ينتدب إليها كان يصادف نجاحا عظيما. ولما قامت ثورة المتمهدي بالسودان، فحكمدار السودان رقاه حتى بلغ رتبة الميرالاي. وفي الوقت نفسه كان المتمهدي أسقط الأبيض وكردفان، ونزل بجيشه على الخرطوم وحاصرها، فأرسل الحكمدار محمد علي بك وقتها ومعه من عساكر الباشبوزق والنظاميين خمسة آلاف مقاتل، وخمس بواخر مصفحة بالفولاذ لمهاجمة أبي خرجة، وسافر بهم وضايق العدو برا وبحرا، وبعد يومين تمكن من الاستيلاء على الطوابي، وفر أبو خرجة من أمامه بعدما قتل من العدو جمع كثير، وهذه واقعة الجريف.
واقعة الحلفاية
بعد عودة محمد علي بك من الجريف، أرسله الحكمدار بهذه القوة مرة ثانية إلى جهة الحلفاية، وكان بها أولاد الشيخ العبيد، وهجم على حصونهم، فدافعوا ثلاث ساعات وانهزموا بعد ذلك بخسائر كثيرة، واستولت العساكر على ما كان عندهم من الغلال وغيرها، ورجع ظافرا؛ فأنعم عليه الحكمدار برتبة اللواء، وتلقاه بالإكرام حين عودته.
واقعة أبي حراز
أرسل إليها محمد علي باشا في خمس بواخر ومعه أربعة آلاف من العساكر. ولما وصل يدعو أهلها إلى الطاعة فروا من وجهه ولم يحاربوه، فنهبت الجنود ما فيها من الغلال والمواشي والبن الحبشي، وشحن من هذه المئونة بواخره الخمس، ورجع ولم يصادفه شيء في طريقه.
واقعة العيلفون
أرسل الحكمدار محمد علي باشا إلى العيلفون ومعه خمسة آلاف جندي، وكثير من المتطوعين توجهوا معه وكانوا أكثر من العساكر، وجميعهم من أهالي الخرطوم لأجل الكسب، وكان معه أيضا خمس بواخر وخمسة صنادل، وهجم على العصاة فقابلوه في أول الأمر بثبات عظيم. ولما أصلتهم العساكر نارا حامية وقتل منهم عدد كبير، فروا ومعهم الشيخ مضوي ولحقوا بأم ضبان، وعاد بالجيش الذي معه، ووصلت الانتصارات إلى غوردون فسر بها وأعجب بمهارته.
واقعة أم ضبان
لما انتصر في هذه الواقعة لم يكتف بذلك، والعساكر كانت في غاية التعب، فأرسل جواسيس إلى أم ضبان فعادوا وأخبروه كذبا بأن الشيخ العبيد في عدد قليل من الرجال لا يبلغ الألف، والظاهر أن الجواسيس كانوا من طرف الشيخ المذكور، وقصده بذلك اغترار العساكر، وقد كان؛ لأن محمد علي باشا سمع كلام الجواسيس وقام بالحملة يتأثر العدو حتى دخل الغابة، وكان العدو عمل له كمينا، فعندما توسط الكمين خرج عليه من أمامه ومن ورائه وبطش بالحملة أشد بطش، وأثخن العدو فيها قتلا وذبحا. ولما نظر القائد ذلك نزل من على دابته وكذلك أركان حربه، وجلسوا على الأرض حتى قتلوا، وهذه عادة يتبعها أهالي السودان، خصوصا من كان رئيسا أو مشهورا بالشجاعة؛ لأنه لو فعل غير ذلك لعيره أهل قبيلته عارا شديدا. وقد وقعت هذه الواقعة وقعا سيئا عند غوردون وأسقطت منزلته؛ فقد قتل الجيش ولم ينج منه إلا القليل، وهذه الواقعة كانت ضربة قاضية على الخرطوم. وهذا كل ما أعلمه.
ناپیژندل شوی مخ