172

بطولة الاورطة السودانية المصرية په مکسیکو کې جنگ

بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك

ژانرونه

الماس الشيخ.

خير السيد فقس.

هذا؛ ولقد جمع الله بفرج بك عزازي وقار الكهول ورشاقة الشبان، فرغما عن بلوغه سن الهرم، فإنك ترى منه اعتدال القامة وكبر الهمة، وله في حروب المهدية من جلائل الأعمال ما يدعو إلى الإعجاب. وليته سلم للجيش المصري بعد احتلال أم درمان وطالب بمعاشه، ولكن سبحان القائل:

وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت . (3)

القائمقام صالح بك حجازي، برناوي الأصل،

10

كان هذا برتبة بكباشي قومندانا لحامية متتيب في كسلا كما أسلفنا. ثم قام بمأمورية لمصر وعاد منها إلى الخرطوم حوالي سنة 1290ه، وقد صادف إذ ذاك أن الزبير رحمه احتل دار الرزيقات في جنوب دارفور وتنازل عنها لحكومة مصر، وتعهد لها بفتح دارفور كترضية لها نظير قتله البلالي بك أول مدير لبحر الغزال،

11

فقبل سمو الخديوي إسماعيل باشا هذا الشرط، وأنعم عليه برتبة البكوية، وأمده ببعض الجنود والجبخانة، إلا أن الخديوي كان يشك في إخلاص الزبير بك، فأوعز سرا إلى إسماعيل أيوب باشا حكمدار السودان بأن يسرع في القيام ببعض القوات المصرية إلى دارفور ليدخلها على أثر احتلال الزبير لها قبل أن يفكر في تشكيل حكومة مستقلة هناك؛ فلذا قام إسماعيل أيوب باشا بالأورطة الموجودة في الخرطوم وسنار وكردفان، فرافقه البكباشي صالح أفندي حجازي، وقد دخل إسماعيل أيوب باشا إلى دارفور وهي غضة بعد احتلالها، وقسم الإقليم إلى خمس مديريات، وهي: الفاشر، ودارا، وكبكابية وكلكل، وأم شنقا، وشكا، كما أسلفنا، وهناك رقي صالح حجازي إلى رتبة القائمقام وعين مديرا لمديرية دارا التي تقع في الطرف الجنوبي من الإقليم. وكان يقيم هناك زهاء 12000 مقاتل من أتباع الزبير باشا بقيادة ابنه سليمان بك، الذي كان شابا طائشا متهورا، وكان واجدا على الحكومة المصرية التي استدعت والده لمصر وأبت عليه العودة لإتمام فصول روايته في دارفور.

وبينما هو كذلك؛ إذ بلغه قدوم الجنرال غوردون باشا إلى دارا ومنها إلى الفاشر، فتآمر مع ضباطه على اغتيال غوردون باشا والقضاء على حامية دارا، ومواصلة الزحف على المديريات الأخرى، والاستقلال بدارفور، والاستئثار بالحكم فيها، واعتقال كل الضباط والموظفين بها حتى يضطر الحكومة المصرية إلى إعادة والده إلى السودان، وكان معه ضابطان أكثر خبرا وأثقب فكرا منه، وهما النور عنقرة والسعيد حسين الجميعابي؛ فنصحا إليه في الكف عن عدائه، ولما لم يرعو، كتب الأخير كتابا سريا إلى الجنرال غوردون باشا في طريقه إلى دارا يحذره شر هذه المؤامرة، وبعث به مع رجل من التجار، وهناك كتب الجنرال غوردون إلى صالح بك حجازي مدير دارا يأمره بالاستعداد لدفع أي طارئ. وكانت المديريات محاطة بسور عظيم مفتحة به المزاغل، وعلى زاوية منه برج به مدفع، ويحيط بذلك السور خندق عميق، وتوجد هناك حامية من أخلاط الجنود المصرية.

ناپیژندل شوی مخ