الدايلي نيوز
الهلال:
وإذا جاز لنا حسبان «قرابين الأغاني» تسابيح روحية يرتلها الشيوخ، فترفع بهم الأرض إلى السماء، وقصائد «البستاني» أناشيد غرامية يتغنى بها الفتيان، فيستنزلوا السماء إلى الأرض، فمن للأمهات وعواطفهن، وللأطفال وخواطرهم، إلا عبقرية هذا النابغة؟ فالهلال اسم ثالث القمرين، وما هو إلا أربعون قطعة من الشعر تمثل لنا الطفولة والأمومة أيما تمثيل. وقد قالت جريدة «بال مال غازيت» الإنكليزية في تقريظه: «لقد جاءنا «طاغور» في هذا الكتاب بصور من الحقائق الوجدانية نخالها أبعد غاية، وأسمى شأوا، وأجل قدرا مما أتانا به في «قرابين الأغاني».»
شيء عنه:
وقد زرت «رابندراناث طاغور» بعد ما وقفت على كتبه ونقلت جملة طيبة من أشعاره مما في «قرابين الأغاني» و«البستاني» و«الهلال» نظما ونثرا. وعلى أثر عودتي من الأقطار الهندية كتبت عنه في مجلة الهلال الغراء غير مرة؛ وهذه فقرات من إحدى تلك المقالات:
يقول المثل: ليس الخبر كالعيان، ومن الناس من يسرك خبره، ويسوءك مخبره. أما الشاعر الروحاني النابغة «رابندراناث طاغور» فمخبره أعظم من خبره، وقد زرته وآكلته وشاربته وحادثته، فازددت بآثاره إعجابا، ولذاته إكراما، ولعبقريته إجلالا. وأيقنت أن له نفسا سامية، تنبعث من عينيه أشعة سنية، وتسيل مع صوته العذب الرخيم نغمات شجية، وتتلألأ خلال عباراته فرائد معان درية.
أما منزله الأصلي ومسقط رأسه، فهو مدينة كلكتة الشهيرة حيث يقيم بنوه وذووه، ولكنه منذ بضع سنين يقضي معظم عامه في ناحية من «بلبور»،
1
كان والده من قبله قد انتحاها صومعة ومنسكا، وثابر على انتيابها مدة ثلاثين سنة؛ طلبا للسكينة والطمأنينة؛ومواصلة للتأمل والتروي في الذات الإلهية.
وما دأبه في هذا المتقطع إلا تعهد المدرسة التي أنشأها فيه تخليدا لذكرى أبيه القديس الفيلسوف. وقد أسماه «شانتي نكتان»
ناپیژندل شوی مخ