والمجاورة [١] قبل أن ينظروا في التوحيد والعدل [٢] والآجال [٣] والأرزاق.
وسئل بعض العلماء عن بعض أهل البلدان [٤] فقال: «أبحث الناس عن صغير، وأتركهم لكبير» .
وسئل عن بعض الفقهاء [٥] فقال: أعلم الناس بما لم يكن، وأجهلهم بما كان.
وقد خفت أن تكون مسألتك إيّاى كتابا في تسمية العرجان والبرصان، والعميان والصّمّان [٦]، والحولان، من الباب الذي نهيتك عنه، وزهّدتك فيه.
_________
والخواطر، أجسام، وأن تلك الأجسام بزعمهم تتداخل في حيز واحد. وممن ذهب إلى ذلك إبراهيم النظّام. أنظر الفصل ٥: ٦٠- ٦١، والفرق ١٢٢، والحيوان ٤: ٢٠٨.
[١] المجاورة ويقال لها أيضا التماسّ: باب من الكلام يبحث في اتصال الأجسام بعضها ببعض، كالماء باللبن، والدقيق بالماء، والزيت بالخل. انظر الكلام عليها مفصلا في الفصل ٥:
٦١ والفرق بين الفرق ٢٠٤. وانظر أيضا الحيوان ٤: ٢٠٩.
[٢] أشير في هامش الأصل إلى أنها في نسخة: «قبل أن ينظروا في التوحيد والعدل» .
وعلى ذلك فكلمتا «التوحيد والعدل» هما من إحدى نسخ الكتاب» .
[٣] الآجال: جمع أجل، بالتحريك، وهو مدة الحياة.
[٤] هى الكوفة. أنظر البيان ٢: ٢٥٣ ففيه: «وسأل معاوية ابن الكواء عن أهل الكوفة فقال: أبحث الناس عن صغيرة، وأتركهم لكبيرة» .
[٥] هو أبو حنيفة، ففي البيان ٢: ٢٥٣: «وسئل شريك عن أبى حنيفة فقال: أعلم الناس بما لا يكون، وأجهل الناس بما يكون» . وفي الحيوان ١: ٣٤٧/٣: ١٩ «وسئل حفص بن غياث عن فقه أبى حنيفة» وتتمة الخبر في الموضع الأول: «فقال أعلم الناس بما لم يكن وأجهل الناس بما كان»، وفي الموضع الثانى: «قال: كان أجهل الناس بما كان»، وفي الموضع الثانى: «قال: كان أجهل الناس بما يكون وأعرفهم بما لا يكون» .
وفي هامش النسخة: «هو أبو حنيفة» .
[٦] الصمان: جمع أصم. وهذه الكلمة لم ترد فى تسمية كتابنا هذا لا في عنوانها ولا فى خاتمتها.
1 / 30