180

برهان مؤيد

البرهان المؤيد

پوهندوی

عبد الغني نكه مي

خپرندوی

دار الكتاب النفيس

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

1408هـ

د خپرونکي ځای

لبنان

وينفخ في الصور وهو قرن فيه ثقب بعدد أنفاس الخلائق فيصعق العالمون من صوته كل نفس لها ثقب فيه تصعق إن لم تكن صعقت والنافخ فيه إسرافيل ويقوم الروح صفا والملائكة صفا ويأتي الله في ظلل من الغمام والملائكة وهذا كله ما ينكشف لك سره ويبدو لك تأويله إذ قد وعدت بكشف تأويله لك ولا جائز أن ينكشف لمثلك دون أن تأتي سكرة الموت وهو الذي كنت منه تحيد وينفخ في الصور لصعق الخلق ثم ينفخ فيه أخرى لقيامهم ينظرون ماذا أراد منهم الحق ذلك يوم يجمع الكل فتجمع أجزاء الخلق وينشئهم الله عز وجل نشأة أخرى كما وعد تعالى ويكون الحشر كله على قدم آدم وعقبه إذ هو أبو البشر وعلى صورته وشكله يجمعون ويحشرون وكذلك إلى أبيهم وأمهم يجمعون

﴿خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها

فهذان أصلان كليان للعالم الإنساني أبا وأما آدم وحواء

﴿وبث منهما رجالا كثيرا ونساء

جزأ أولادهم فالإنس إلى آدم وحواء مجتمعون وإليهما ينتسبون وهي الطينة البشرية التي عجنها بيده وخمرها وسواها ونفخ فيها الروح وأسجد لها الملائكة صفا صفا

﴿فسجد الملائكة كلهم أجمعون

وآدم مقابلهم لأنه نفخ فيه من الروح التي هي من أمر الله

والنفخ إحداث وجود آدم لم يكن بالروح محدثا وليس ثم قديم إلا الله وحده ولا أقول وصفاته لأن صفاته ليست غيره فأفصلها منه ولا هي هو فأفردها بالذكر دون جعلها له فهي له لا هي هو ولا هي غيره وقد سبق القول فيما هذا سبيله

مخ ۱۹۰