155

برهان مؤيد

البرهان المؤيد

پوهندوی

عبد الغني نكه مي

خپرندوی

دار الكتاب النفيس

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

1408هـ

د خپرونکي ځای

لبنان

فنار الحسرة والخزي تتلظى في باطنه بما حرمه من روح المعرفة ولما فاته من سعة العلم ولذة المشاهدة بركونه إلى عالم الصور المجسمة المظلمة وعندها يستريح عند التهاب نيران الحسرة وإن كانت لا تظله ولا تغنيه من لهب تلك النيران بل تحصره وتمنعه عن الانطلاق إلى سعة العلم وفضائل المعرفة بشعبها ومن هذه النيران حذر وعليها نبه وأنذر

﴿فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى

والتكذيب لا يكون إلا مع الحجاب والتولي لا يكون إلا مع الغفلة فلو سمع المكذبون نداء الحق من بواطنهم يدعوهم إلى الإيمان بما كذبوا به لآمنوا كما آمن الناس الذين يقولون

﴿ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا

وذلك النداء لا يزول من قلب كل مؤمن موحد بالله ورسوله فلو عقلوا حقيقته لسمعوا ولكن جهلوا وأنكروا

فإذا كشف الغطاء يوم القيامة وأحرقوا بسعير الحسرة والندامة علموا حقيقة الدرجة لذلك الصدر المحتشم في قول الله تعالى

﴿لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير

فإذا تحققوا ما السماع وما الأبصار وإنه يستغنى فيه عن القوالب الجسمانية من الأصمخة والأبصار

﴿وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير

مخ ۱۶۵