139

کتاب انولوطيقا الاواخر وهو المعروف بکتاب البرهان لارسطوطالس

كتاب أنولوطيقا الأواخر وهو المعروف ب كتاب¶ البرهان لأرسطوطالس

ژانرونه

أما ما القياس، وما البرهان، وكيف يكون كل واحد منهما — فذلك ما قد تبين. وقد تبين مع ذلك أيضا ما العلم البرهانى، وكيف يكون؛ وذلك أنهما شىء واحد بعينه. فأما فى المبادئ : كيف تكون معلومة، وأى ملكة هى عارفة بها، فليكن ذلك ظاهرا من ها هنا، بأن نتقدم أولا فنأتى من أمرها بشكوك. فأما أنه لا يمكن أن يعلم بالبرهان من لم يكن عالما بالمبادئ الأول التى هى غير ذوات أوساط، فذلك قد تقدمنا فأخبرنا به. وأما أن العلم الذى بغير ذوات وسط أترى هو واحد بعينه، أم ليس هو كذلك — فللانسان أن يتشكك فى ذلك. وقد يتشكك ويقول: أترى أخذ كل واحد من الأمرين هو علم، أم لا ؟ أم بأحدهما يقع علم، وبالآخر جنس ما آخر؟ وليت شعرى أهذه الملكات تحدث فينا من حيث لم تكن موجودة فينا، أم كانت موجودة فينا ونحن ناسون لها؟. — فإن كنا مقتنين لها فيكون شنعا. وذلك أنه قد يلزم أن نكون مقتنين لعلوم أشد استقصاءا من البرهان ونكون ناسين لها. وإن كنا إنما نتناولها بعد أن لم نكن مقتنين لها فيما تقدم، فكيف يكون لنا السبيل إلى أن نعلمها ونتعلمها من حيث ليس عندنا معرفة متقدمة الوجود؟ وذلك أنه غير ممكن، كما نقول فى البرهان أيضا. فمن البين إذا أنه لا يمكن أن نكون مقتنين لها؛ وإلا فما كنا بالذين ننساها. ولا أيضا أن نكون عارفين بها من حيث ليس فينا ولا قنية واحدة تكون فينا. فيلزم إذا ضرورة أن نكون مقتنين لقوة ما، وليس حالنا فى اقتنائنا لها حالا تكون فى الاستقصاء أشرف وأفضل من هذه — وهذه هى موجودة فى جميع الحيوان. وذلك أن لها قوة غريزية مختبرة وهى التى نسميها الحس. وإذ الحس موجود فيها، ففى بعضها قد يكون ما نحس به ثابتا، وفى بعضها لا يكون. فالذى لا يكون فيه ثابتا إما من جميع الوجوه، وإما فيما كان منها ليس يكون فيه، فإن هذا لا علم له خارجا عما حسه. وأما ما كان من الحيوان يثبت فيه، فقد يبقى عندما يحس شىء ما فى أنفسها. وعندما يكون كثير من أمثال هذه فقد يحدث حينئذ تمييز ما وتفصيل، حتى إن لبعضها قد يكون من ثبات أمثال هذه قول، وبعضها لا. فمن الحس يكون حفظ كما قلنا؛ ومن تكرير الذكر مرات كثيرة تكون تجربة، وذلك أن الأحفاظ الكثيرة فى العدد هى تجربة واحدة. ومن التجربة عندما يثبت ويستقر الكلى فى النفس الذى هو واحد فى الكثير، ذلك الذى هو فى جميعها واحد بعينه هو مبدأ الصناعة والعلم. وذلك إنه إن كان لما فى الكون فهو مبدأ الصناعة، وإن كان فيما هو موجود فهو مبدأ للعلم.

فليس إذن هذه القنيات موجودة فينا منفردة؛ ولا أيضا إنما تكون فينا من ملكات أخر هى أكثر فى باب ما هى عالمة، لكن من الحس — مثال ذلك فى الجهاد، فإنه إذا وقف واحد عند الرجوع فقد يقف آخر ثم آخر إلى أن يصير الأمر إلى المبادئ: والنفس هى الموجودة بهذه الحال 〈:أى〉 على أنها يمكن أن تنفعل هذا الانفعال.

وما قلناه منذ أول الأمر ولم نفصح به ونظهره فلنخبر به من الرأس. فنقول: إنه عندما يثبت فى النفس من غير المختلفة شىء واحد على قباله الكلى: وذلك أنها تحس بالجزئى إحساسا، وأما الحس فهو بالكلى: مثال ذلك بالإنسان، لا بإنسان هو قالياس. ثم نقف فى هذه من الرأس إلى أن تثبت فيها معان لا تتجزأ وتلك الكلية: مثال ذلك من هذا الحيوان إلى الحيوان، وهذا هو واحد على مثال واحد.

فمن البين إذن أنه قد يلزم أن نعلم الأوائل بالاستقراء، وذلك أن الحس إنما يحصل فيها الكلى بالاستقراء على هذا النحو.

مخ ۴۶۴