الكتاب: البرهان في علوم القرآن
المؤلف: بَدْر الدِّينِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بهادر الزركشي (المتوفى: ٧٩٤هـ)
المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم
الطبعة: الأولى، ١٣٧٦ هـ - ١٩٥٧ م
الناشر: دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه
(ثم صورته دار المعرفة، بيروت، لبنان - وبنفس ترقيم الصفحات)
عدد الأجزاء: ٤
[الكتاب مقابل وترقيمه موافق للمطبوع]
1 / 1
(جميع الحقوق محفوظة)
1 / 2
مقدمة
١ - بَدْر الدِّينِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بهادر الزركشي
أحد العلماء الأثبات الذين نجموا بمصر في القرن الثامن، وجهبذ من جهابذة أهل النظر وأرباب الاجتهاد، وهو أيضا علم من أعلام الفقه والحديث والتفسير وأصول الدين.
ولد بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة حينما كانت معمورة بالمدارس، غاصة بالفضلاء وحملة العلم، زاخرة بدور الكتب الخاصة والعامة، والمساجد الحافلة بطلاب المعرفة، والوافدين من شتى الجهات، ولم يكد يجاوز سن الحداثة حتى انتظم في حلقات الدروس، وتفقه بمذهب الشافعي، وحفظ كتاب المنهاج في الفروع للإمام النووي، وصار يعرف بالمنهاجى نسبة إلى هذا الكتاب.
وكان الشيخ جمال الدين الإسنوي رئيس الشافعية بالديار المصرية بدر العلماء الزاهر، وكوكبهم المتألق، وإمام أهل الحديث بالمدرسة الكاملية غير مدافع، فلزمه وتلمذ له،
1 / 3
ونهل من علمه ما شاء الله له أن ينهل، فكان من أنجب تلاميذه وأوعاهم، وأفضلهم وأذكاهم، كما تخرج على الشيخ سراج الدين البلقيني، والحافظ مغلطاي، وغيرهم من شيوخ مصر وعلمائها.
ثم ترامت إليه شهرة الشيخ شهاب الدين الأذرعي بحلب، والحافظ بن كثير بدمشق فشد إليهما الرحال، قصد إلى حلب أولا حيث أخذ عن الأذرعي الفقه والأصول، ثم عمد إلى دمشق حيث تلقى على ابن كثير الحديث، ثم عاد إلى القاهرة وقد جمع أشتات العلوم، وأحاط بالأصول والفروع، وعرف الغامض والواضح، ووعى الغريب والنادر، واستقصى الشاذ والمقيس، إلى ذكاء وفطنة، وثقافة والمعية، فأهله كل ذلك للفتيا والتدريس، والتوفر على الجمع والتصنيف، واجتمع له من المؤلفات في عمره القصير ما لم يجتمع لغيره من أفذاذ الرجال، وإن كان هذا الفضل لم يعرفه الناس إلا بعد وفاته، وحين توارت شمس حياته.
وكان رضى الخلق، محمود الخصال، عذب الشمائل، متواضعا رقيقا، يلبس الخلق من الثياب، ويرضى بالقليل من الزاد، لا يشغله عن العلم شيء من مطالب الدنيا، أو شئون الحياة.
قال ابن حجر: (وكان مقطعا في منزله لا يتردد إلى احد الا إلى سوق الكتب، وإذا حضر إليها لا يشترى شيئا، وإنما يطالع في حانوت الكتبي طول نهاره ومعه ظهور أوراق يعلق فيها ما يعجبه، ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه) وحكى تلميذه شمس الدين البرماوي أنه كان منقطعا إلى الاشتغال بالعلم لا يشتغل عنه بشيء، وله أقارب يكفونه أمر دنياه.
1 / 4
وكان يكتب مصنفاته بنفسه، وخطه رديء جدا قل من يحسن استخراجه، كما أخبر بذلك ابن العماد، ولهذا شاع في الكتب المنقولة عن خطه الغموض والإبهام والتحريف والتصحيف، ولقي منها القراء والدارسون العناء الكثير.
وتولى من المناصب خانقاه كريم الدين بالقرافة الصغرى.
وتوفى بمصر في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة بالقرب من تربة بكتمر الساقي يرحمه الله.
٢ - مؤلفاته
١ - الإجابة على إيراد ما استدركته عائشة على الصحابة طبع بالمطبعة الهاشمية بدمشق سنة ١٩٣٩، بتحقيق الأستاذ سعيد الأفغاني.
٢ - إعلام الساجد بأحكام المساجد.
منه نسخة خطية بمكتبة الجامع المقدس بصنعاء، كتبت سنة ٧٩١، وعنها نسخة مصورة على الميكروفلم بدار الكتب المصرية.
ومنه نسخة أيضا في مكتبة آصاف (٢: ١١٤٨)، وأخرى في مكتبة رامبور (١: ١٦٦) .
٣ - البحر المحيط في أصول الفقه.
ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم ٤٨٣ - أصول.
1 / 5
٤ - البرهان في علوم القرآن ويأتي الكلام عليه.
٥ - تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي، المسمى بكتاب،، فتح العزيز على كتاب الوجيز،، ذكره السيوطي في حسن المحاضرة وصاحب كشف الظنون، وسماه الزركشي في
كتاب الإجابة ص ٨٧: (الذهب الإبريز، في تخريج أحاديث فتح العزيز) .
٦ - تشنيف المسامع بجمع الجوامع طبع في مجموع شروح جمع الجوامع بمصر سنة ١٣٢٢ هـ، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم ٤٨٩ - أصول ٧ - تفسير القران ذكره السيوطي وقال: انه وصل فيه إلى سورة مريم، وكذا أورده صاحب كشف الظنون ٨ - تكملة شرح المنهاج للإمام النووي.
ذكره الأسدي في الطبقات، وابن العماد في الشذرات، وصاحب كشف الظنون وذكر الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة خطية بدار الكتب الظاهرية بدمشق (الجزء الثالث) برقم ٣٤٥ - فقه الشافعي وكان الإسنوي بدا في شرح المنهاج، وسماه «كافي المحتاج إلى شرح المنهاج»
1 / 6
ووصل فيه إلى باب المساقاة ولم يتمه، فأكمله الزركشي
٩ - التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح طبع بالمطبعة المصرية بمصر سنة ١٩٣٣ م.
ومنه نسخ خطية بدار الكتب المصرية بالأرقام: ١٢٢، ١٢٣، ١٢٤، ١٢٥، ١٢٦، ١٥٥٠، ٣٥ م، ٣ ش - حديث.
١٠ - خادم الرافعي والروضة في الفروع ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة، ج والسيوطي في حسن المحاضرة، وابن العماد في الشذرات، وقال صاحب كشف الظنون: (ذكر في بغية المستفيد انه أربعة عشر مجلدا، كل منها خمس وعشرون كراسة، ثم إنى رأيت المجلد الأول منها افتتح بقوله: الحمد لله الذي أمدنا بنعمائه ...، وذكر انه شرح فيه مشكلات الروضة وفتح مغلقات فتح العزيز، وهو على أسلوب التوسط للأذرعي، وأخذه جلال الدين
السيوطي، واختصره من الزكاة إلى آخر الحج ولم يتمه، وسماه تحصين الخادم) .
وقال ابن حجر: (جمع الخادم على طريق المهمات، فاستمد من التوسط
1 / 7
للأذرعي، لكن شحنه بالفوائد الزوائد، من المطلب وغيره) .
ومنه نسخة خطية نفيسة بدار الكتب المصرية برق ٢١٦٠٢ ب تقع في خمسة عشر مجلدا.
١١ - خبايا الزوايا في الفروع ذكره صاحب كشف الظنون وقال: (ذكر فيه ما ذكره الرافعي والنووي في غير مظنته من الأبواب، فرد كل شكل إلى شكله، وكل فرع إلى أصله، واستدرك عليه عز الدين حمزة بن احمد الحسيني الدمشقي المتوفى سنة ٨٧٤ وسماه بقايا الخبايا.
ولبدر الدين ابن السعادات محمد بن محمد البلقيني المتوفى سنة ٨٩٠ حاشية عليه) .
ومنه نسخة خطية بالمكتبة التيمورية برقم ٣٠٧ - فقه، ونسخة بمكتبة جوته برقم ٩٨١، ونسخة بمكتبة البودليانا ١: ٢٧٧.
١٢ - خلاصة الفنون الأربعة ومنه نسخة خطية بمكتبة برلين برقم ٥٣٢٠ ١٣ - الديباج في توضيح المنهاج ذكره السيوطي، وصاحب كشف الظنون، وهو غير تكملة شرج المنهاج.
ونقل الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية بدمشق
1 / 8
في مجلد - برقم ٦٨ فقه الشافعي.
ومنه أيضا نسختان بدار الكتب المصرية برقمي ١٠٢، ١١٣٧ - فقه الشافعي.
- الذهب الإبريز في تخريج أحاديث العزيز = تخريج أحاديث الرافعي.
١٤ - ربيع الغزلان في الأدب ذكره الأسدي في الطبقات، وصاحب كشف الظنون.
١٥ - رسالة في كلمات التوحيد.
منها نسخة بمكتبة البلدية بالإسكندرية برقم ٨٧ - فنون متنوعة ١٦ - زهر العريش في أحكام الحشيش منه نسخة خطية في مكتبة بلدية الإسكندرية برقم ٣٨١٢، ونسخة بدار الكتب المصرية برقم ١٥٠ مجاميع، ونسخة في مكتبة قوله برقم ٢٥ مجاميع، ونسخة في مكتبة برلين برقم ٥٤٨٦، ونسخة في مكتبة جوته برقم ٢٠٩٦.
١٧ - سلاسل الذهب في الأصول منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم ٢٢٠٩٥ ب، كتبت في عصر المؤلف.
١٨ - شرح الأربعين النووية.
ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة
1 / 9
١٩ - شرح البخاري ذكره السيوطي وكذا ابن حجر وقال: (شرع في شرح البخاري وترك مسودة وقفت على بعضها، ولخص منها كتاب التنقيح في مجلد) ٢٠ - شرح التنبيه للشيرازي ذكره السيوطي وصاحب كشف الظنون، ومنه نسخة خطية في مكتبة برلين برقم ٤٤٦٦، وأخرى في باتانا ١: ٩١.
- شرح الجامع الصحيح = شرح البخاري - شرح جمع الجوامع = تشنيف المسامع ٢١ - شرح الوجيز في الفروع للغزالي
ذكر الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم ٢٣٩٢.
٢٢ - عقود الجمان وتذييل وفيات الأعيان لابن خلكان ذكر العلامة احمد تيمور في مقال له عن نوادر المخطوطات بمجلة الهلال سنة ٢٨ أن منه نسخة في خزانة عارف حكمت بالمدينة.
٢٣ - الغرر السوافر فيما يحتاج إليه المسافر.
منه نسخة خطية بمكتبة توبنجن بألمانيا، وعنها نسخة مصورة بالميكروفلم
1 / 10
في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
وذكر صاحب كشف الظنون انه مختصر على ثلاثة أبواب: الباب الأول في مدلول السفر، والثاني في ما يتعلق عند السفر، والثالث في الآداب المتعلقة بالسفر.
- غنية المحتاج في شرح المنهاج = الديباج.
٢٤ - فتاوى الزركشي ذكره صاحب كشف الظنون.
٢٥ - في أحكام التمني منه نسخة خطية بمكتبة برلين برقم ٥٤١٠ ٢٦ - القواعد في الفروع ذكره صاحب كشف الظنون وقال: (رتبها على حروف المعجم، وشرحها سراج الدين العبادي في مجلدين، واختصر الشيخ عبد الوهاب الأصل كما ذكر في متنه) .
وذكر الأستاذ الأفغاني انه من (مخطوطات دمشق واسمه: القواعد والزوائد) .
ومنه نسختان خطيتان في دار الكتب المصرية برقمي ٨٥٣، ١١٠٣ - فقه شافعي، ونسخة بمكتبة الأزهر برقم ١٥١ - أصول، ونسخة بالخزانة التيمورية برقم ٢٣٠ - أصول
ونسخة بمكتبة برلين برقم ٤٦٠٥، ونسختان في احمد الثالث برقمي ١٢٣٨، ١٢٣٩ ٢٧ - اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة.
أورده بروكلمن في الذيل، وذكره صاحب كشف الظنون غفلا من اسم المؤلف.
1 / 11
٢٨ - لقطة العجلان وبلة الظمآن في أصول الفقه والحكمة والمنطق.
طبع بمصر سنة ١٣٢٦ هـ مع تعليقات للشيخ جمال الدين القاسمي، وطبع مرة أخرى بدمشق.
ومنه نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية برقم ٥٧٣ - أصول ٢٩ - مالا يسع المكلف جهله.
منه نسخة خطية محفوظة بمكتبة الاوسكريال برقم ٧٠٧.
٣٠ - مجموعة الزركشي - في فقه الشافعي منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم ٢٥٣ - فقه شافعي ٣١ - المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر منه نسخة خطية في المكتبة التيمورية برقم ٤٥١ - حديث تيمور.
وذكر الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم ١١١٥ - حديث - المنثور = القواعد - النكت على البخاري = التنقيح.
٣٢ - النكت على عمدة الأحكام.
ذكره ابن تغرى بردى في المنهل الصافي.
٣٣ - النكت على ابن الصلاح ذكره السيوطي.
1 / 12
٣ - كتاب البرهان
وكتاب البرهان في علوم القرآن من الكتب العتيدة التي جمعت عصارة أقوال المتقدمين، وصفوة آراء العلماء المحققين، حول القرآن الكريم، وكتاب الله الخالد، كسره على سبعة وأربعين نوعا، كل نوع يدور حول موضوع خاص من علوم القرآن ومباحثه، يستأهل كل نوع أن يكون موضوعا خاص، حاول في كل موضوع أن يؤرخ له، ويحصى الكتب التي الفت فيه، ويشير إلى العلماء والمحدثين، إلى مباحث الفقهاء والأصوليين، إلى قضايا المتكلمين وأصحاب الجدل، إلى مسائل العربية وآراء أرباب الفصاحة والبيان، فجاء كما شاء الله كتابا فريدا في فنه، شريفا في أغراضه، مع سداد المنهج، وعذوبة المورد، وغزارة المادة، بعيدا عن التعمية واللبس، ناوئا عن الحشو والفضول.
ولكن هذا الكتاب لم يكن معروفا عند الباحثين، ولا متداولا بين الطلاب والدارسين، عدا قلة من المشغوفين بمعرفة النوادر ورواد المكتبات، شأنه شأن الكثير من كتب الزركشي على عظيم خطرها، وجلالة موضوعاتها، ومقدار غنائها ونفعها، حتى جاء جلال الدين السيوطي ووضع كتابه الإتقان، فدل الناس في مقدمته عليه، وأشاد به، وعده أصلا من الأصول التي بنى عليها كتابه، وتأسي طريقته، وتقيل مذهبه، وسار في الدرب الذي رسمه، ونقل كثيرا من فصوله، مرة معزوة إليه، ومرة بدون عزو، وإن كان فيما نقل عنه اقتضب الكلام اقتضابا، واختصره اختصارا، وبهذا ظفر كتاب الإتقان بمنزلة مرموقة عند العلماء، وغدا مرجعا للباحثين حقبة من
1 / 13
الزمان، وظل كتاب البرهان متواريا عن العيان، مطمورا في زوايا النسيان.
وأعان على ذلك قلة نسخة المخطوطة، وتعذر الانتفاع بها.
٤ - نسخ الكتاب
وحينما تهيأ لي العمل في هذا الكتاب وقفت على النسخ الآتية:
١ - نسخة مكتوبة بقلم نسخ واضح، قوبلت على أصلها، كما قوبلت على نسخة بخط المصنف، طالعها بعض العلماء واثبتوا بعض التعليقات على حواشيها، ومنهم العلامة محب الدين بن الشحنة المتوفى سنة ٨١٥ هـ، مكتوبة بخط قديم ربما كان في عصر المصنف، كتبها احمد بن احمد المقدسي.
والموجود من هذه النسخ الجزء الأول ينتهى بانتهاء الكلام في أقسام معنى الكلام ويقع في مائة وستين ورقة، وعدد اسطر صفحاتها سبعة وعشرون سطرا.
وهى محفوظة بدار الكتب المصرية بمكتبة طلعت، برقم ٤٥٦ - تفسير.
وقد رمزت إليها بالحرف ط.
٢ - نسخة وقعت في مجلدين: الأول كتب بخط نسخ واضح مضبوط بالحركات، ويبدو انه من خطوط القرن التاسع.
ويقع في ست ومائتي ورقة، وعدد اسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا، وبه بياضات متفرقة في بعض المواضع.
والثاني يكمل هذه النسخة بخطوط حديثة متعددة، آخره مؤرخ
1 / 14
في ١١ ذي القعدة سنة ١٣٣٥ بدون ذكر للأصل المنسوخ عنه، وبه أيضا بياضات متفرقة في بعض الأماكن ومواضع نقص.
ويقع في ست وثلثمائة ورقة، وعدد اسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا وهى محفوظة بالخزانة التيمورية برقم ٢٥٦ - تفسير.
وقد رمزت إليها بالحرف ت.
٣ - نسخة مصورة عن نسخة مكتوبة بقلم معتاد بدون تاريخ، منقولة عن نسخة أخرى جاء في آخرها أنها كتبت (في رَابِعَ عَشَرَ شَهْرِ شَعْبَانَ الْفَرْدِ مِنْ شُهُورِ سنة تسع وسبعين وثمانمائة) .
ويبدو من خطها أنها مكتوبة في القرن العاشر وتقع في ثنتين وثلاثين وثلاثمائة ورقة، وعدد اسطر الصفحة واحد وثلاثون سطرا، وبأولها فهرس لفصول الكتاب وأبوابه وأقسامه.
واصل هذه النسخة محفوظ بمكتبة مدينة، الملحقة بمكتبة طوبقبوا سراي باستانبول برقم ١٧٠.
وقد رمزت إلى هذه النسخة بالحرف م.
وقد اتخذت هذه النسخ أصلا للعمل في الكتاب، واثبت ما اخترت منها، وأوضحت في الحاشية وجوه الاختلاف، كما أنى رجعت إلى ما تيسر لي الاطلاع عليه من الكتب التي رجع إليها المؤلف، في التفسير والحديث والفقه والنحو واللغة كالصرف والرسم والبلاغة والقراءات، فكان لها الفضل الكبير في جلاء الغامض، وتصحيح
1 / 15
المحرف، وتوضيح المشكل، وإكمال الناقص، كما أعانتني في الحواشي التي وشيت بها الكتاب.
وما عدا العنوانات التي وضعها المؤلف جعلته بين علامتي الزيادة، وألحقت بكل جزء فهارس موضوعاته، أما الفهارس المفصلة العامة فسترد في آخر الكتاب إن شاء الله.
وقد بذلت في تحقيقه ما استطعت من الجهد،.
من الله أستمد الرضا وأستمنحه القبول.
مصر الجديدة في ٢١ رمضان سنة ١٢٧٦
٢١ أبريل سنة ١٩٥٧
محمد أبو الفضل إبراهيم
1 / 16
نموذج لأول صفحة من نسخة تيمور (ت)
1 / 17
نموذج لآخر صفحة من نسخة طلعت (ط)
1 / 19
البرهان في علوم القرآن للإمام بَدْر الدِّينِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الزَّرْكَشِيّ
1 / 1
المجلد الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
قال الشيخ الإمام العلامة وحيد الدهر وفريد العصر جامع شتات الْفَضَائِلِ وَنَاصِرُ الْحَقِّ بِالْبُرْهَانِ مِنَ الدَّلَائِلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بَدْر الدِّينِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الزَّرْكَشِيّ الشَّافِعِيُّ بَلَّغَهُ اللَّهُ مِنْهُ مَا يَرْجُوهُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَوَّرَ بِكِتَابِهِ الْقُلُوبَ وأنزل في أوجز لفظه وأعجز أسلوبه فَأَعْيَتْ بَلَاغَتُهُ الْبُلَغَاءَ وَأَعْجَزَتْ حِكْمَتُهُ الْحُكَمَاءَ وَأَبْكَمَتْ فصاحته الخطباء.
أحمده أن جعل فَاتِحَةَ أَسْرَارِهِ وَخَاتِمَةَ تَصَارِيفِهِ وَأَقْدَارِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى وَنَبِيُّهُ الْمُرْتَضَى الظَّافِرُ مِنَ الْمَحَامِدِ بِالْخَصْلِ الظَّاهِرُ بِفَضْلِهِ عَلَى ذَوِي الْفَضْلِ مُعَلِّمُ الْحِكْمَةِ وَهَادِي الْأُمَّةِ أَرْسَلَهُ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الْأَبْرَارِ وَصَحْبِهِ الْأَخْيَارِ أَمَّا بعد:
فإن أول مَا أُعْمِلَتْ فِيهِ الْقَرَائِحُ وَعَلِقَتْ بِهِ الْأَفْكَارُ اللواقح فحص عَنْ أَسْرَارِ التَّنْزِيلِ وَالْكَشْفُ عَنْ حَقَائِقِ التَّأْوِيلِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ الْمَعَالِمُ وَتَثْبُتُ الدَّعَائِمُ فَهُوَ الْعِصْمَةُ الْوَاقِيَةُ وَالنِّعْمَةُ الْبَاقِيَةُ وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ وَالدَّلَالَةُ الدَّامِغَةُ وَهُوَ شِفَاءُ الصُّدُورِ وَالْحَكَمُ الْعَدْلُ عِنْدَ مشتبهات الأمور وهو الكلام الجزل والفصل الذي ليس بحزن سِرَاجٌ لَا يَخْبُو ضِيَاؤُهُ وَشِهَابٌ لَا يَخْمَدُ نوره وثناؤه وَبَحْرٌ لَا يُدْرَكُ غَوْرُهُ
1 / 3