اسلام جوړونکي: محمد او د هغه خلیفه ګان
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
ژانرونه
وكأني بإبراهيم وهاجر ورضيعهما إسماعيل وقوفا في تيه جبال مكة، يقلب الوالد الزوج الطرف بين ولده وزوجه، ويرفع عينيه إلى السماء وقد كبت شعوره، وكاد أن يكتم أنفاسه حتى لا يدل جيشانها على مكنون قلبه من عواطف جياشة يريد أن تكون طي الكتمان.
وتفطن هاجر إلى أنه لا بد من أن يكون إبراهيم قد اعتزم أمرا، وإبراهيم ما زال في تردده وتفكيره، يسائل النفس كيف يترك هذه المرأة التي لا حول لها ولا قوة، ولا زاد عندها إلا بضع كسرات من الخبز، ولا ماء لديها إلا بضع قطرات من السقيا! كيف يترك هذه الأم ورضيعها في هذه الجبال الموحشة، وبين هاته الوهاد الغائرة، لا تسمع صوتا يؤنسها، ولا ترى حولها ما يدخل الطمأنينة على قلبها! كيف يترك هذه الزوج، لعمر الحق، على هذه الحال؟ ولكن هو أمر الله، وكيف يعصي إبراهيم أمر الله؟
ويتحول إبراهيم عن ولده وزوجه، فتحاول هاجر أن تتعلق به، متسائلة: إلى أين أنت ذاهب وتاركنا يا إبراهيم؟
فيقول إبراهيم: إني سأعود.
وتقول هاجر: وهل هذه إرادة الله؟
فيجيبها إبراهيم: أجل، إنها إرادة الله.
فيذهب الفزع عن قلبها، ويعود الأمل إلى نفسها، فتقول: إذن، فلن يضيعنا الله.
ويسير إبراهيم دون أن يلتفت إلى ولده وزوجه، حتى إذا غيبه أحد أركان البيت العتيق عاوده حنان الوالد وعطف الزوج، فيقف وقفة الوداع، داعيا الله مبتهلا إليه:
ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .
ولا يكاد يمضي يوم وليلة حتى تنفد كسرات الخبز، وتنضب قطرات الماء، فتمسي هاجر ورضيعها يتلويان من الجوع بعد إذ نضب اللبن من ثدييها، فتهب فزعة قلقة على حياة الرضيع، وتقصد إلى جبل الصفا لعلها تجد عنده أو وراءه من يغيثها بالزاد والماء، وتتلفت يمنة ويسرة، وإلى الأمام والخلف، ولكنها لا تجد إنسا ولا شيئا.
ناپیژندل شوی مخ