وهي أنه لما بين للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- [66ب-أ] أقاربه التي وجبت محبتهم وخصصهم من عموم الأقارب في حديث الكساء ونحوه، ثم قال -عليه السلام- في حديث الغدير: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي))(1) فبين -صلى الله عليه وآله وسلم- أن المراد بقوله: ((عترتي)) أهل الكساء الأربعة وذراريهم ما تناسلوا، ودخل أمير المؤمنين -عليه السلام- في العترة بدليل خاص فيه من السمع وهو ما فهم من الإشارة في قوله: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي)) فبين وعين -عليه السلام- أنه منهم.
وأما في اللغة فإن عترة الرجل أقاربه الأدنون ذكره في (الضياء) فلفظ القرابة لغة تعم الأولاد والأخوة ونحوهم وبقوله: الأدنون يخرج ما عدى الأولاد إلا علي -كرم الله وجهه في الجنة- فإنه داخل في العترة شرعا بذلك الدليل الخاص الذي قلنا.
قلت: قلت: قال في مجموع السيد حميدان -رحمه الله تعالى- حكاية عن المنصور بالله عبد الله بن حمزة -عليه السلام- ما لفظه: فإن قيل: إن عترة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تعم ذريته وغيرهم فالجواب قول الإمام -عليه السلام- كون عترة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خاصا بذريته مجمع عليه وضم غيرهم إليهم مختلف فيه فالمجمع عليه يجب اتباعه، والمختلف فيه ينظر فيه الدليل ولأن أهل الكتب الكبار في اللغة ذكروا أن العترة مأخوذ من العترة وهي نبت متشعب على أصل واحد فشبه به أولاد الرجل وأولاد أولاده لتشعبهم؛ ولأن اللفظ إذا أطلق سبق إليهم دون غيرهم؛ فإن عين بذلك غيرهم كان مجازا ولأن إجماعهم منعقد على أنهم عترة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دون غيرهم). انتهى كلامه -عليه السلام-.
مخ ۲۲۵