بلوغ الأرب
بتقريب كتاب الشعب
(تهذيب لكتاب شعب الإيمان للبيهقي)
هذبه
محمد خلف سلامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ولم يكن له في خلقه معين ولا في علمه نظير ولا في ملكه شريك ولا في أمره مشير، ولا في بره وسيط ولا في تدبيره وزير ولا في شأنه وكيل ولا في قهره الخلق نصير، ولا في تقديره من يحسب له ولا في حفظه من يكتب له؛ في كل شيء له آية تدل على أنه واحد حكيم عليم قدير وأنه بكل شيء محيط وكل شيء عليه يسير؛ خلق الإنسان فسواه وعدله، وصوره فأحسن التصوير، وكرمه وعلمه والسبيل يسره، علم نيته وخواطره وأحصى علانيته وسره، فإنه تعالى جده لا يخفى عليه من شأن الناس بل الخلق كلهم شأن كبير أو صغير؛ أوجد الأشياء كلها فأتقن صنعها وأكمل وضعها وأحكم التقدير، فتبارك الله من خالق، فطر السماوات والأرض من غير مثال سابق أو لاحق، ثم ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور، وكما أتم خلقه سبحانه أكمل دينه فلا خلل ولا تقصير؛ ورضيه للناس وحده دون ما سواه، فمن ابتغى الوصول من غير شرعه انقطع به دربه ومن طلب النور من غير مشكاة وحيه أظلم عليه قلبه، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
مخ ۱