Provision for the Unendowed and the Desire of the Voter

بلغة الساغب وبغية الراغب

ایډیټر

بكر بن عبد الله أبوزيد

خپرندوی

وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد

شمېره چاپونه

الأولى

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

حنبلي فقه

بلغة الساغب

وبغية الراغب

تأليف

فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن الخضر

ابن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية

(المتوفى سنة 622 هـ)
رحمه الله تعالى

تحقيق

بكر بن عبد الله أبو زيد

تقديم

معالي الأمين العام للمجمع
محمد الحبيب بن الخوجة

من إصدارات

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
المملكة العربية السعودية

1

بسم الله الرحمن الرحيم

2

تقديم

معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي

الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة

3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه. أما بعد:

فإن طليعة مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي هو كتاب: ((عقد الجواهر الثمينة في فقه عالم المدينة)) للعلامة ابن شاس المتوفى سنة ٦١٦ رحمه الله تعالى، المطبوع لأول مرة في ثلاثة أجزاء على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية أجزل الله مثوبته، ثم طبع المجمع كتاب: ((المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب)) في جزئين، تأليف معالي رئيس مجلس المجمع الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد. والآن ينشر المجمع في سلسلة مطبوعاته كتابه الثالث: ((بلغة الساغب وبغية الراغب)) للعلامة فخر الدين محمد بن أبي القاسم محمد بن الخضر ابن تيمية المتوفى سنة ٦٢٢، في جزء واحد لأول مرة أيضاً. بتحقيق معالي رئيس مجلس المجمع الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد. وإن من عجيب الصدف أن يكون مؤلف هذا الكتاب معاصراً لمؤلف كتاب: ((عقد الجواهر)) في المذهب المالكي وأن يكون مسلكهما في التأليف على طريقة العلامة أبي حامد الغزالي المتوفى سنة (٥٠٥) في كتبه الثلاثة في المذهب الشافعي: ((البسيط)) و((الوسيط)) و((الوجيز)) التي بناها على الأنواع والتقاسيم فيما عقده في كل كتاب من: الكتب، والأبواب، والفصول، على الوجه المبين في مقدمة التحقيق الحافلة عن هذا الكتاب ((بلغة الساغب)) وعن مؤلفه: الفخر ابن تيمية الحنبلي رحمه الله، وقد قام محققه - أثابه الله - بتوثيق النص، وتحريره على رَسْم مؤلفه ما أمكنه ذلك، فجزاه الله خيراً على إحياء هذا الأثر النفيس، عسى الله أن ينفع به. والله ولي التوفيق.

محمد الحبيب ابن الخوجة

الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي- جدة

6

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المحقق

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده محمد وصحبه.

أما بعد:

فإن الإِمام فخر الدين أبا عبد الله محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيمية الحراني، الحنبلي، المولود سنة ٥٤٢، والمتوفى سنة ٦٢٢ شيخ حَرَّان، وعالمها، وخطيبها، المشتهر بلقب: ((خطيب حران)) قد ألَّف في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المولود سنة ١٦٤ والمتوفى سنة ٢٤١ ثلاثة كتب: مطول، ومتوسط، ومختصر، على طريقة الإِمام الغزالي الشافعي، المتوفى سنة ٥٠٥ في كتبه الثلاثة في الفقه على مذهب الإمام الشافعي المولود سنة ١٥٠ والمتوفى سنة ٢٠٤، وهي: ((البسيط)) و((الوسيط)) و((الوجيز)) وكتب ((الفخر ابن تيمية)) هي:

((تخليص المطلب في تلخيص المذهب)) وهو أكبرها، ثم أوسطها: ((ترغيب القاصد في تقريب المقاصد))، ثم أصغرها: ((بلغة الساغب وبغية الراغب)) المشهور لدى الحنابلة باسم: ((البلغة)).

5

والفخر - رحمه الله تعالى - مع جلالته، وعلو قدره ومكانته، لم يطبع له كتاب قط، وكتابه: ((البلغة)) لم يطبع بعد، ولم نعثر على نسخة لأي من كتبه سوى: كتابه هذا: ((البلغة)).

والحنابلة من طبقة مؤلِّفه: طبقة المتوسطين إلى الآخر، يعتمدونه في مصنفاتهم، ويشدون به عضد ترجيحاتهم. وقد يسر الله الكريم بفضله العثور على نسخة خطية له حُزْتُ مصورتها، وهي بخطٍ فائق الحُسن، فقويت عزيمتي على الاشتغال بإخراجه مطبوعاً؛ لما فيه من تحرير الرواية في المذهب، والترجيح بين الروايات والتخريج عليها، مشيراً مؤلِّفه إليها بقوله: ((ويتخرج عليها))، وفي كلا المسلكين ترويض للمتفقه على كيفية الترجيح والتخريج، وجمع بين الطريقتين: المذهب حقيقة، والمذهب اصطلاحاً، فيترقي إلى: ((فقه الدليل))، وهو الحاكم على كل قول قديم أو جديد.

كما أن في إخراج هذا الأثر النفيس، إحياءً لذكر مؤلِّفه، وامتداداً للانتفاع بعلمه، ومن أسباب الدعاء له، غفر الله له ورحمه.

هذا وقد جعلت بين يدي الكتاب مبحثين: أحدهما في: التعريف بمؤلفه، والثاني: في التعريف بكتابه هذا: ((البلغة))، وعلى الله اعتمادي.

***

6

المبحث الأول

في ترجمة المؤلّف الفخر ابن تيمية

المتوفى سنة ٦٢٢، رحمه الله تعالی

حُظي هذا الإِمام بترجمته لدى عشرة من تلاميذه والآخذين عنه، هم:

ياقوت في: ((معجم البلدان: ٣١٣/١)) في حرف الباء (باجَدًا). وابن نقطة في: ((التقييد: ٥٣/١)). وابن المستوفي في: ((تاريخ إربل: ٩٦/١)). وابن الشعار، في: ((عقود الجمان: ٢٦٧/٦)). وابن النجار في: ((الذيل على تاريخ بغداد)) لكنه في قسم المحمدين المفقود. وابن الدبيئي في: ((الذيل)) الذي اختصره الذهبي باسم: ((المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي: ٢٦/١))، والمنذري في: ((التكملة ١٨٣/٣)) وأبو شامة في: ((ذيل الروضتين: ١٤٦)). والأبرقوهي في: ((المعجم)) لكن الورقة من أوله التي فيها ترجمته قد سقطت فلله الأمر من قبل ومن بعد. وابنه أبو محمد عبد الغني بن الفخر في جزء له عن والده في المنامات التي رؤيت له بعد وفاته - رحم الله الجميع - .

وباعتبار الفخر مفسراً تُرجم في كتاب: ((طبقات المفسرين))، منها: ((طبقات المفسرين)) للداودي: (١٤٤/٢ - ١٤٦). و((طبقات المفسرين: ٨٥ - ٨٦)) للسيوطي.

7

وباعتباره حنبلياً، ترجمه علماء الحنابلة في الكتب الخاصة بعلماء المذهب، منها:

((ذيل الطبقات: ١٥١/٢ - ١٦٢ لابن رجب، وهي أجمع ترجمة له وأطول. ومختصره: ٥٩ والمنهج الأحمد: ٣٥٦ للعليمي، و مختصره: ١٠٢. وابن مفلح في: المقصد الأرشد: ٤٠٦/٢ - ٤٠٨، و المدخل: ٢١٠ لابن بدران.

وباعتباره من أعلام الأمة، ووجوه العلماء، قل أن يخلو كتاب من كتب التراجم العامة من ترجمته، منها: تاريخ حران لمحاسن بن سلامة، و وفيات الأعيان: ٣٨٦/٤ - ٣٨٨ لابن خلكان، و تلخيص معجم الألقاب: ٣٢٢/٣/٤ لابن الفُوطي، وكتب الذهبي: دول الإِسلام: ٩٦/٢، والعبر: ٩٢/٥، وسير أعلام النبلاء: ٢٨٩/٢٢ - ٢٩١، والمختصر المحتاج إليه: ٤٧/١، وتاريخ الإِسلام: ٢٥ - ٢٦ ق. والصفدي في: الوافي بالوفيات: ٣٧/٣ - ٣٨. وابن كثير في: البداية والنهاية: ١٠٩/١٣ - ١١٠. وابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة: ٣٦٢/٦ - ٣٦٣. وتاريخ ابن الفرات: ١/ق/٦٥. وابن العماد في: الشذرات: ١٠٢/٥ - ١٠٣. والقنوجي في: التاج المكلل: ١٢٤ - ١٢٩. والبغدادي في: إيضاح المكنون: ١٩٣/١، ٢٧٠، ٢٨٢. وزاده في: مصباح السعادة: ١٠٢/٢. والزركلي في: الأعلام: ١١٣/٦. وكحالة في: معجم المؤلفين: ٢٨١/٩)).

فهذه خمسة وثلاثون كتاباً، وقفت على ترجمته في المطبوع منها، وهي ثلاثون كتاباً، فاستخرجت من جميعها ترجمة وافية لهذا الإِمام، سبكتها

8

في قالب واحد، معنوناً موضوعاتها بعناوين تدل على عيون المعارف في ترجمته، ولم أترك من السياق منها سوى المنامات، والمرائي التي رؤيت له عند وبعد وفاته - رحمه الله تعالى - وقد ساق طرفاً مطولاً منها: الحافظ ابن رجب في: ((الذيل على طبقات الحنابلة))، والآن إلى سياق الترجمة:

جَرْءُ نَسَبِهِ:

هو الشيخ الإِمام العلامة المفتي الفقيه، المفسر، الواعظ الخطيب البارع، فخر الدين، أبو عبد الله: محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد الفقيه بن الخضر بن علي (١) بن عبد الله المعروف بابن تيمية، الباجَدَّاي، الحراني، الحنبلي، عالم حَرَّان، وشيخها، وخطيبها، وواعظها، ومفسرها، ومدرسها، صاحب الديوان: الخطب، والتفسير الكبير، وله النظم والنثر.

المنعوت بالفخر، والشهير بالفخر ابن تيمية، والشهير بأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم الخضر. ويعرف بالباجَدَّاي، نسبة إلى قرية: ((بَاجَدًا)) - بالقصر - من قرى حَرَّان، كما ذكره تلامذته: ياقوت، وابن المستوفي، وابن الشعار.

ويقال: ((كفر جديا)) والنسبة إليها: ((الكفر الجدياني)).

ولادته:

سُئل عن مولده فقال: في أواخر شعبان من سنة ٥٤٢. وحدده بعضهم في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة ٥٤٢ بِحَرَّان.

(١) جاء في: ((المقصد الأرشد)): علي بن علي. وهو خطأ، فلعله تطبيع.

9

وفاته:

توفي - رحمه الله تعالى - بحران بعد عصر يوم الخميس، في اليوم الحادي عشر، وقيل: الخامس، وقيل: العاشر، من شهر صفر سنة ٦٢٢. وعند بعضهم سنة ٦٢١ وهو خطأ، وكانت وفاته عن ثمانين عاماً.

معنى هذه النسبة: ابن تيمية:

هذه النسبة أطلقت على أبيه الخضر، أو جده محمد الفقيه، وفي سببها ومعناها روايتان عن الفخر:

إحداهما: رواية ابن المستوفي: أنه سُئل عن «تيمية» ما معناه فقال: حج أبي أو جدي - الشك من ابن المستوفي - على درب تيماء، فرأى هناك جويرية قد خرجت من خبائها، ولما رجع وجد امرأته قد وضعت جارية، فلما رآها، قال: يا تيمية، كأنه يشبهها بتلك الجويرية، فلقبت بذلك. واقتصر على سياقها المنذري وابن خلكان.

الثانية: رواية ابن النجار، قال: ذكر لنا - أي الفخر - أن جده محمداً كانت أمه تُسمَّى تيمية، وكانت واعظة. ونص عليها ياقوت، ولم يذكر الرواية الأخرى. واقتصر على سياقها السيوطي.

وساق الروايتين: ابن رجب، والذهبي، ولم يرجحا، فالله أعلم.

بيت آل تيمية:

عن محمد الفخر، وأخيه عبد الله ابنا الخضر بن محمد، تفرع آل تيمية إلى دوحتي المجد المشهورتين في العلم منذ القرن السادس حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري، ومن ذرية عبد الله: شيخ الإسلام أحمد بن

10

عبد الحليم بن المجد عبد السلام بن عبد الله بن الخضر، كما بَيَّنته مفصلاً في: ((البيوتات الحنبلية)) من: ((المدخل المفصل)).

عَقِبُهُ:

ولد للفخر ثلاثة أولاد هم:

عبد الحليم. ت سنة ٦٠٣ .

بدرة أم البدر. ت سنة ٦٥٢.

عبد الغني. ت ٧٠١، وهو الذي أنجب خمسة أبناء، وعنه انتشر آل محمد الفخر ابن تيمية، كما بينته في مبحث ((البيوتات الحنبلية)) في: ((المدخل المفصّل)).

شيوخه :

تَفَقَّه، وسَمِعَ من شيوخ حَرَّان، وبغداد، وتلقى عنهم: التفسير، والفقه، والوعظ، واللغة. وكان منهم:

شيوخه في حران :

  • قرأ فيها القرآن الكريم على والده الزاهد الورع، وعمره آنذاك عشر سنين. ثم شرع في الاشتغال بالعلم من صغره.

  • فتردد إلى أبي الكرم فتيان بن مباح - شياع - .

  • وإلى أبي الحسن ابن عبدوس.

  • وأخذ الفقه فيها عن: الفقيه أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء، المتوفى سنة ٥٧٥ .

11

* والفقه، والتفسير عن: أبي الفضل حامد بن محمود المعروف بابن أبي الحجر.

* وأخذ العربية، وقرأ الأدب عن: أبي محمد عبد الله بن أحمد الخشاب، وكان ينحله.

* ولما قدم حران أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي، سمع منه. ((ولبس منه الخرقة)) ويا ليته لم يفعل، فما هي إلاَّ مخرقة لا أصل لها في الشرع.

شيوخه في بغداد:

وفي بغداد، تلقى التفسير، والفقه، والوعظ، وأكثر السماع عن عدد أكبر من الشيوخ، فصار عنده من أحاديث البغداديين أشياء كثيرة، فمن شيوخه:

في الحديث: سمع من ابن البَطِّي: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن البَطِّي.

* ومن أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بُندار.

* ومن أبي طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير، المتوفى سنة ٥٦٢.

* ومن ابن الدجاجي الحنبلي: أبو الحسن سعد الله بن نصر، ت سنة ٥٦٤، سمع منه مسند الحميدي.

* وسمع بعض سنن الدارقطني من أبي الحسن عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف اليوسفي.

12

* وبعضه الآخر من أخيه أبي نصر عبد الرحيم.

* وسمع من ابن النقور، وهو: أبو بكر عبد الله بن محمد. ت سنة ٥٦٥.

* وابن الدامغاني: أبو منصور جعفر بن عبد الله.

* وابن شاتيل: أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل.

* وأبي محمد عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي.

* وأبي الحسن علي بن عساكر بن المرحِّب البطائحي.

* وابن المقرب.

* ومن شُهْدة بنت أحمد الأبري. ت سنة ٥٧٤.

* وأبي الخير عبد الرحيم بن موسى الأصبهاني.

* وأبي محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي.

* وأبي محمد فوارس بن الشباكية.

وأخذ الفقه فيها عن:

* ابن المَنِّي الحنبلي: ناصح الدين أبي الفتح نصر بن فتيان. ت سنة ٥٨٣، وهو فقيه العراق على الإِطلاق، ويعرف بابن الوفاء، وبابن الماشطة.

* وأبي العباس أحمد بن بكروس.

* وأبي الفضل ابن شافع: أحمد بن صالح بن شافع الحنبلي.

* ولازم الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي ت سنة ٥٩٧، ببغداد، وسمع منه كثيراً من مصنفاته، ومنها أنه قرأ عليه كتابه: ((زاد المسير في التفسير)) قراءة بحث وفهم، وبه تخرج في الخطابة والوعظ.

13

تلاميذه والآخذون عنه :

تتلمذ عليه من آله :

  • ابنه عبد الغني خطيب حران وابن خطيبها. ت سنة ٧٠١ .

  • وابن أخيه: المجد عبد السلام بن أخيه عبد الله بن أبي القاسم. ت سنة ٦٥٢ جد شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية.

وجاء عند بعض مترجميه: روى عنه ابن عمه، وهو خطأ صوابه: ابن أخيه، وفي بعضها: روى - عبد السلام - عن ابن عمه، وهو خطأ صوابه: عن عمه.

وأخذ عنه:

  • ابن نقطة. وترجم له في: التقييد.

  • وابن المستوفي. وترجم له في: تاريخ إربل. لكن قال: لم أسمع عليه.

  • ومحاسن بن سلامة. وترجم له في: تاريخ حران.

  • وابن النجار. وترجم له في: ذيل تاريخ بغداد.

  • وسبط ابن الجوزي. وترجم له في: الذيل.

  • وياقوت. وترجم له في: معجم البلدان. أجازه ورآه غير مرة.

  • وأبو شامة المقدسي. وترجم له في: الذيل.

  • والأبرقوهي. وترجم له في: المعجم. وهو آخر من حَدَّث عنه.

  • والمنذري. وترجم له في: التكملة. وقد كتب له إجازة سلخ سنة ٦٠٥.

14

وأخذ عنه :

* الفقيه ابن حمدان الحنبلي.

* والشهاب القوصي. قال: قرأت عليه خطبه بحران.
* والجمال يحيى بن الصيرفي.
* وعبد الله بن أبي العز.
* وأبو بكر بن إلياس الرسعني.
* وعبد الرحمن بن محفوظ الرسعني.
* والسيف بن محفوظ.
* والرشيد الفارقي عمر بن إسماعيل الشافعي.
* وابن عبد الدائم.

وقد سمع الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ من طريقه: ((جزء البانياسي)).

ثناء العلماء عليه :

أطبق مترجموه على مدحه، والثناء عليه، وجلالة قدره، وعلو شأنه. ولم أر فيه مقالاً لقائل - والحمد لله - .

قال تلميذه ابن نقطة :

((وهو ثقة، مكثر، صحيح السماع)).

* وقال تلميذه ابن المستوفي:

((كان حسن القصص، حلو الكلام، مليح الشمائل، له القبول التام عند الخاص والعام، وكان حاذقاً في المناظرات)).

15

وقال تلميذه ابن النجار:

((سمعت منه ببغداد، وحران، وكان شيخاً فاضلاً، حسن الأخلاق، متودداً صدوقاً متديناً)).

وقال ابن الساعي:

((هو موصوف بالفضل والدين)).

وقال ابن حمدان الفقيه:

((كان شيخ حران، ومدرسها، وخطيبها، ومفسرها، مغرى بالوعظ والتفسير، مواظباً عليهما)).

وقال تلميذه المنذري:

((كان عارفاً بالتفسير، وله خطب مشهورة، وشعر، ومختصر في الفقه، وكان مقدماً في بلده، وتولى الخطابة بها، ودرس بها ووعظ، وحدث ببغداد، وحران، ولنا منه إجازة)).

رحلاته:

* رحل إلى بغداد، وهو شاب، فتفقه فيها، وتلقى التفسير عن شيخه ابن الجوزي، كما أخذه في حران عن شيخه ابن أبي الحجر.

* ورحل إلى مكة حاجاً سنة ٦٠٤، ودخل في طريقه: بغداد، وإربل.

((وكتب معه مظفر الدين أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين، صاحب إربل كتاباً إلى الخليفة الناصر بالوصية به، فلما رجع من مكة إلى بغداد، سأل الجلوس بباب بدر، فأجيب إلى ذلك. وتقدم إلى محيي الدين يوسف بن الجوزي بالحضور، وكان يعظ بذلك المكان موضع أبيه، فحضر،

16

وقعد على دكة المحتسب بباب بدر، وحضر خلق كثير ووعظ الشيخ فخر الدين، وأنشد في أثناء المجلس:

وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قرنٍ لم يستطع صولة البزل القناعيس

وقال الناس: ما قصد إلاَّ محيي الدين؛ لأنه كان شاباً، وابن تيمية شيخ.

علومه:

له في جميع العلوم يد بيضاء، فهو: فقيه، مفسر، خطيب، واعظ.

قال الذهبي: كان إماماً في التفسير، إماماً في الفقه، إماماً في اللغة. وقد اشتهرت براعته في التفسير، فكان رأساً فيه، فألَّف، ودرَّس، وكان يُدرِّسُهُ في حران بُكْرَة كل يوم في الجامع.

واشتغل على مذهب الإمام أحمد وبرع فيه، وساد، وبزَّ فيه الأقران، وصنف فيه المتون الثلاثة المشهورة.

أعماله:

بعد مرحلة التلقي في بلده، ثم في بغداد، وما حصل له من الدرس، والسماع، عاد من رحلته البغدادية إلى بلده: حران، وجدَّ في الاشتغال، والبحث، ثم أخذ في التدريس، والوعظ والتفسير، والتصنيف، والفتيا.

فكان منفرداً في بلاده بالعلم، مقدماً، نافذ الأمر مطاعاً، صاحب فنون وجلالة. لم يزل فيها جارياً على السَّداد، وصلاح الحال، وتعلقت به العامة والخاصة.

17

قال تلميذه أبو المظفر سبط ابن الجوزي: ((كان ضنيناً بحران، متى نبغ فيها أحد لا يزال وراءه حتى يخرجه منها، ويبعده عنها)). انتهى.

تولى إمامة وخطابة جامعها، حتى اشتهر بأمر الخطابة فيها عند أهل الآفاق، وعرف بلقب: ((خطيب حران)).

ودَرَّس بها، ووعظ، وَحَدَّث، وأسمع الأئمة الحفاظ.

وولي التدريس بالمدرسة النورية بحران، وبنى فيها مدرسة أيضاً.

وحدث ببغداد، ولما قدمها حاجاً سنة ٦٠٤ بعد وفاة شيخه ابن الجوزي، وعظ بها في مكان وعظه.

وكان يدرس التفسير بكرة كل يوم بجامع حران من سنة ٥٨٨ حتى سنة ٦١٠. مواظباً على ذلك، حتى قرأ القرآن الكريم خمس مرات، فيما مجموعه (٢٣) سنة كما ذكر في أول تفسيره الذي صَنَّفَه.

وكان مغرى بالوعظ، مواظباً عليه، وكان وعظه ببغداد في رباط ابن البقال.

شعره:

وَصَفَهُ عَامَّةُ مترجميه بالشِّعر، وأنه كان حسن النظم، ولهذا ذكره عصريه ابن الشعار كمال الدين أبو البركات: المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي، المتوفى سنة ٦٥٤، في كتابه: ((عقود الجُمان في شعراء هذا الزمان)): أي عصر المؤلف، وهو مخطوط في عشرة مجلدات، اقتنى منه الزركلي تصوير سبعة مجلدات، عن الأفلام المحفوظة في معهد المخطوطات بالقاهرة. كما في: ((مصادر ومراجع: الأعلام)).

18

وقد ذكر مترجموه من رواية تلاميذه عنه، بعض الأبيات، هي:

قال تلميذه أبو المظفر سبط ابن الجوزي: وسمعته في جامع حَرَّان يوم الجمعة بعد الصلاة يُنشد:

أَحْبَابَنَا قَدْ نَذَرَتْ مُقْلَتي لا تلتقي بالنوم أو نلتقي

رفقاً بقلب مغرم واعطفوا على سَقَام الجَسَد المغرقِ
كَمْ تمطلوني بليالي اللقاء قد ذهب العمرُ ولم نلتقِ

وأنشد له تلميذه ابن المستملي قوله:

سلام عليكم مضى ما مضى فراقي لكم لم يكن عن رضا

سلوا الليل عني مُذْ غبتم أجفني بالنوم هل أغمضا
أأحباب قلبي وحق الذي بِمُرِّ الفِراق علينا قَضَى
لئن عاد عيد اجتماعي بكم وعُوفيت من كارث أمرضا
لألتقين مطاياكم بخدي وأفرشه في الفضا
ولو كان حبواً على جبهتي ولو لَفَح الوجه جمر الغضى
فأحيا وأنشد من فرحتي سلام عليكم مضى ما مضى

وذكر بعض مترجميه أشعاراً أخرى.

مؤلفاته:

حاصل ما ذكره مترجموه تسمية سبعة مؤلفات له، وأن له مصنفات في الوعظ، ومراسلات ومكاتبات بينه وبين الشيخ الموفق ابن قدامة - رحمهما الله تعالى - وهي:

  1. ((التفسير الكبير)) في مجلدات كثيرة، وقيل: في أكثر من ثلاثين مجلداً. وهو تفسير حَسَنٌ جِدّاً.

19

وأنشد ابن الشعار في كتابه ((عقود الجمان)) للشيخ فخر الدين في تفسيره قوله:

أيها الناظر بعدي في كتابي مستفيداً منه مرغوب الطلاب

قاطفاً منه ثماراً نُسِّقَت باجتهادي بمشيبتي وشبابي
أهد لي منك دعاءً صالحاً واصلات تحت أطباق التراب
رحمه الله - تعالى - وغفر له.

وفي ((كشف الظنون)) و ((مصباح السعادة)) لزاده نَسَبا إليه: ((قواعد لابن تيمية)) في التفسير، ولم أر هذه النسبة لغيرهما، فلعلهما يريدان مقدمة تفسيره.

٢ - ((ديوان الخطب الجمعية)) ، وهو مشهور عنه، من إنشائه، سلك فيه مسلك ابن نباتة وهو في غاية الجودة. وقال ابن المستملي: ((رأيت له مجلداً سمّاه: تحفة الخطباء من البرية في الخطب المنبرية)).

٣ - ((شرح الهداية لأبي الخطاب)) لم يُتِمَّه.

٤ - ((الموضح في الفرائض))

٥، ٦، ٧ - ثلاثة مصنفات في المذهب الحنبلي، على طريقة:

((البسيط))، و((الوسيط)) و ((الوجيز)) للغزالي، أكبرها:

((تخليص المطلب في تلخيص المذهب)).
وأوسطها:
((ترغيب القاصد في تقريب المقاصد)).
وأصغرها:
((بلغة الساغب وبغية الراغب)).

20