Building the Islamic Community
بناء المجتمع الإسلامي
خپرندوی
دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة
د ایډیشن شمېره
الثالثة ١٤١٨هـ
د چاپ کال
١٩٩٨م
ژانرونه
إلى ضرورة أخذ خصائص كل مرحلة من مراحل النمو في الاعتبار عند إعطاء الجرعات التعليمية والتربوية للأفراد، قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [لبقرة: ٢٨٦] . ويمكن القول أن التدرج في التشريع الإسلامي -كما هو الحال في تحريم شرب الخمر وتحريم الزنا- راعى القدرة الاستيعابية لأعضاء مجتمع الجاهلية وهو ما يطلق عليه اليوم الجوانب الاجتماعية للقانون Sociology Of Law، وقد كان الرسول ﵊ يستخدم الأساليب الحسية -أو وسائل إيضاح حسية مبسطة- ليقرب المعاني المجردة لأذهان المسلمين وقد سبق إيضاح ذلك.
ثالثًا: تكوين الاتجاهات قبل الفهم واستيعاب المعلومات:
نَبَّهَ الْقرآن الكريم إلى ضرورة تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو قضية أو علمٍ أو موضوع ما قبل تلقي المعلومات والتفصيلات بشأنه، وهو ما يطلق عليه اليوم تحقيق التهيؤ الذهني والنفسي لدى المتعلم. ويتضح هذا في أول سورة البقرة التي توضح أن الكتاب الكريم موجه للذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وينفقون ما رزقهم سبحانه ... يقول تعالى: ﴿الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: ١-٥] .
وما لم يتكون الاتجاه الإيماني السليم لدى المتعلم في مجال العقيدة، فلن تجدي محاولات الإقناع والتعليم والبرهان ... إلخ. وقد بين سبحانه -على سبيل المثال- أن العجزة لا تجدي مع من لم تتكون
1 / 165