229

ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ). (1) ( فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها ). (2) ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ). (3)

إ لى غير ذلك من الآيات التي تنص على حرية الإنسان في اختياره خصوصا فيما يرجع إلى الطاعة والمعصية.

إلى هنا خرجنا بهذه النتيجة :

إنه سبحانه « يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير » (4) وفي ضوء ذلك نعتقد بأنه سبحانه يعلم أعمارنا وأرزاقنا وما يجري في حياتنا من الأحداث ، وما نقوم به من الأفعال كما يعلم مواعيد وفاتنا والكل موجود في « كتاب مبين ». (5)

لكن علمه السابق بما يجري في صحيفة الكون لا يجعل الإنسان مكتوف اليد أمام الملابسات التي حوله ولا يصيره كالريشة في مهب الريح ، بل هو في الكون محكوم من جهة ومختار من جهة أخرى ، محكوم بالسنن العامة السائدة على الكون والحياة ولا يمكن الخروج عنها ، مختار في ما تتعلق به إرادته وفي موقفه من الملابسات التي حوله.

فالنوازل والمصائب والحروب الطاحنة تنتابه ، شاء أم لم يشأ والموت يدمر حياته وكيانه والسموم القتالة تهلكه والجراثيم الضارية تنحرف بها صحته ، ولكنه غير مسؤول أمام هذه الأمور الخارجة عن اختياره ، ولكنه أمام نعمه سبحانه والإمكانيات التي حوله أمام خيارين : فله أن يستفيد منها بما يمد حياته في الدنيا ويسعده في الآخرة كما أن له خلاف ذلك. فلو قلنا : الإنسان مخير لا مسير ، فإنما

مخ ۲۳۶