هذا أدب الرجل وسيرته في الكتاب كله ، ونحن نمر عليه مرور الكرام ونقول : الدعوى الأولى دعوى بلا بينة وبرهان وإنكار وجود الأئمة في مجالات هذه العلوم بين الشيعة كإنكار البديهيات ، ولا نطيل الكلام في رده بذكر أسماء أئمتهم في مختلف المجالات والأمور ، وكفانا في ذلك كتاب « تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام » تأليف السيد حسن الصدر ( المتوفى عام 1354 ).
غير أني أتعجب من هذه الفرية القارصة ، وكيف نفى وجود شخصيات علمية عند الشيعة مع أنه كان معاصرا للشيخ المفيد ( المتوفى عام 413 ) الذي يقول في حقه اليافعي : كان عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضا ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية. (2)
ويعرفه ابن كثير في تاريخه بقوله : كان مجلسه يحضره كثير من العلماء من سائر الطوائف. (3)
كيف يقول ذلك وبيئة بغداد تجمع بينه وبين الشريف المرتضى ( المتوفى عام 436 ) الذي يعرفه ابن خلكان في تاريخه ويقول : كان إماما في علم الكلام والأدب والشعر. (4)
وقال الثعالبي : قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل. (5)
واعتمد ثالثا على كتاب « الفصل في الملل والأهواء والنحل » تأليف « ابن حزم » الأندلسي الظاهري ( المتوفى 456 ) وكفى في التعرف على نفسية
مخ ۱۴