73

بحور زخیره

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

ایډیټر

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

فروي أن الحسن البصري (١) ﵀، دخل على مريض يعوده، فوجده في سكرات الموت، فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فوجع إلى أهله بغير اللّون الذي خرج به من عندهم، فقالوا له: الطعام يرحمك الله. فقال: يَا أهلاه عليكم بطعامكم، وشرابكم، فوالله لقد رأيتُ مصرعًا لا أزال أعمل له حتى ألقاه.
الرابع: زيارة القبور، فإنها تبلغُ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأوّل، والثاني، والثالث. وينبغي للإنسان؛ لاسيما عند الاحتضار أن يحسن ظنه بالله، فقد قال ﷺ: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسِنُ الظن بالله" (٢) متفق عليه.
وأخرج الترمذيُّ، وابن ماجه، عن أنس ﵁ أن النبي ﷺ دخل على شاب وهو فى الموت، فقال له: "كيف تجدك؟ " فقال: أرجوا الله وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله ﷺ: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوه وأمنه مما يخاف" (٣).

(١) "التذكرة" ص ٢٧.
(٢) رواه مسلم (٢٨٧٧)، والإمام أحمد ٣/ ٢٩٣ (٤١٢٥)، وأبو داود (٣١١٣) والطيالسي (١٨٨٨)، وابن حبان (٦٣٦ - ٦٣٨) من حديث جابر. أما قول المصنف ﵀: "متفق عليه" إنما يقصد متفق على معناه إشارة إلى حديث أبي هريرة عند البخاري (٧٤٠٥) "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني. . " أما حديث جابر فليس عند البخاري.
(٣) رواه الترمذي (٩٨٣) وابن ماجه (٤٢٦١)، وأبو يعلى (٣٣٠٣) و(٣٤١٧) وابن أيى الدنيا في "المحتضرين" (١٧) وفي "حسن الظن بالله" ص ٣٨، وفي =

1 / 40