53

بحور زخیره

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

پوهندوی

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أبو المواهب: تمَنِيّ الموت في عصرنا هذا غير مكروه، بل يجب. كذا سمعت وفي "فنون" ابن عقيل: قال عالم يومًا -يعني نفسه- لكربٍ دخل عليه: يا ليتني لَم أَعِشْ لهذا الزمان فقال متحذلق يدّعي الزهد يريد أن يظهر اعتراضه على أهل العلم: لا تقل هذا وأنت إمام تتمنى على الله تعالى، مَا أرادَهُ اللهُ بِكَ خَيرٌ مما تتمناهُ لنفسك، وهذا اتهام لله. فأجابه: ومِن أين لك لسانٌ ينطق بما لا يكبر على العلماء، كأنك تعلمهم ما لا يعلمون، وتوهم أنك تدرك عليهم ما يجهلون، أليس الله قد حَكَى عن مريم: ﴿يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا﴾ [مريم: ٢٣]! وقال أبو بكر الصديق: يا ليتني كنت مثلك يا طائر (١). انتهى.
والمراد غيرُ تمني الشهادة، وأما تمنيها فلا خلاف في ذلك، فقد تمناها عمر، كما في البخاريّ (٢)، وفي الحديث: "مَن تمنّاها مخلصًا من قلبه أعطاه الله منازل الشهداء" (٣) والله أعلم.
* * *

(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٠/ ٣٣٠.
(٢) رواه البخاري (١٨٩٠) كتاب فضائل المدينة.
(٣) رواه مسلم (١٩٠٩) وابن حبان (٣١٩٢) من حديث سهل بن حنيف نحوه.

1 / 20