46

بحور زخیره

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

پوهندوی

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وأخرج البخاري عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا يتمنين أحدكم الموت، إمّا محسنًا فلعله أن يزداد، أو مسيئًا فلعله أن يستعتب" (١) أي: يرجع. لحال في "الصحاح" (٢): أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرّتي راجعًا عن الإساءة، واستعتب، وأعتب بمعنىً.
وقال القرطبي في التذكرة: الاستعتاب طلبُ العُتبى وهو الرضى، وذلك لا يحصل إلا بالتوبة والرجوع عن الذنوب (٣).
وأخرج الإمام أحمد والبزار عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تمنَّوا الموت فإنَّ هَوْل المُطَّلع شديد، وإن من السعادةِ أن يطولَ عُمْرُ العبدِ حتَّى يرزقَه اللهُ الإنابةَ" (٤).
قال في النهاية (٥): المُطَّلع -بالتشديد-: مكان الاطلاع من موضع عال والمراد به هنا ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقب الموت تشبيهًا له بالمُطَّلع الذي يُشرَفُ عليه من موضع عال.
وأخرج الشيخان عن أنس ﵁ لولا أنَّ رسول الله ﷺ نهانا أن نتمنى الموت لتمنيناه (٦).
وتمنى سعدُ بن أبي وقاص ﵁ الموت والنبي ﷺ

(١) البخاري (٥٦٧٣).
(٢) الصحاح (١/ ١٧٦).
(٣) "التذكرة" ص ١٧.
(٤) رواه أحمد ٣/ ٣٣٢ (١٤٥٦٤)، والبزار كما في "كشف الأستار" (٣٢٤٠ و٣٤٢٢). وأخرج بعضه الحاكم ٤/ ٢٤٠. وهو حديث حسن بشواهده.
(٥) النهاية ٣/ ١٣٢.
(٦) رواه البخاري (٧٢١٣)، ومسلم (٢٦٨٠).

1 / 13