134

بغیت المرتاد

بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية

پوهندوی

موسى الدويش

خپرندوی

مكتية العلوم والحكم،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ومعلوم أن المراد بالخلق هنا خلق هذا العالم لا خلق الدار الآخرة وهو الإعادة فإنه قال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ وهذا كله يشهد لأن هذا الخلق هو المقدر بالقلم كما تقدم. فإن قيل فقد احتج طوائف من أهل السنة على أن القرآن غير مخلوق بهذه الآثار وهي قوله: "أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب" قالوا فبين أنه أول مخلوق وإن خاطبه بالكتابة ولو كان كلامه مخلوقا لكان يفتقر إلى محل يقوم به ولكان كلامه مخلوقا قبل القلم فإنه خلقه بكلامه. قيل قد يقال حجتهم مستقيمة وإن كان العرش قبله فإن الذين يقولون القرآن مخلوق يقولون هو مخلوق من المخلوقات في هذا العالم كسائر ما خلق فيه من الجواهر والأعراض. وهو عند أكثرهم عرض خلقه قائما ببعض أجسام العالم كما يخلق أصوات الرياح ونحوها. وعند بعضهم هو جسم. وعلى التقديرين هو عندهم جزء من هذا العالم.

1 / 302