بغیې المرتاد للنطق بالضاد

ابن قاسم مقدسي d. 1004 AH
24

بغیې المرتاد للنطق بالضاد

بغية المرتاد للنطق بالضاد

ژانرونه

... وأما الشين التي كالجيم فقولك في أشدق أجدق ؛لأن الدال حرف مجهور شديد ، والجيم مجهور شديد ، والشين / حرف مهموس رخو ، فهو ضد الدال في الهمس 21ب والرخاوة ، فقربوها من لفظ الجيم ؛لأن الجيم قريبة من مخرجها ، وهي موافقة للدال في الشدة والجهر .

... وكذلك الصاد كالزاي في مصدر ، والتصدير ، ويصرف ونحوه ، وسيأتي ذلك فيما بعدإن شاء الله تعالى ، وقد قرئ الصراط المستقيم بإشمام الزاي للصاد ، وهي قراءة حمزة ، وروي عن أبي عمرو أربع قراءات ، منها الصراط بين الصاد والزاي ، روى عريان بن أبي سفيان (¬1) أنه سمع أبا عمرو يقرأ الصراط بين الصاد والزاي .

وأما ألف التفخيم فهي ضد الإمالة ، ينحى بالألف فيها نحو الياء ، وهذه ينحى بها نحو الواو ، وزعموا أن كتبهم الصلوة والزكوة ونحو ذلك مما تتب بالواو على هذه اللغة . وأما السبعة الأحرف التي هي من تتمة الاثنين والأربعين حرفا فأولها الكاف التي بين الجيم والكاف ، وقد خبرنا أبو بكر بن دريد أنها لغة في اليمن ، يقولون في جمل كمل ، وهي كثيرة في عوام أهل بغداد ، يقول بعضهم : كمل وركل في جمل ورجل /وهي عند 22 أأهل المعرفة منهم معيبة مرذولة .

والجيم التي كالكاف وهي كذلك، وهما جميعا شيء واحد، إلا أن أصل أحدهما الجيم ، وأصل الآخر الكاف ، ثم يقلبون إلى هذا الحرف الذي بينهما ، الدليل على أنهما شيء واحد أنك إذا عددت ما بعد الخمسة والثلاثين فهو سبعة بعدهما واحدأوثمانية بعدهما اثنين .

والجيم كالشين ، ويكثر ذلك في الجيم إذا سكنت ، وبعدها دال أو تاء ، نحو اجتمعوا ، والأجدر يقولون فيه : اشتمعوا ، والأشتر ، فيقربون الجيم من الشين ؛ لأنهما من مخرج واحد ، والشين أسلس وألين وأفشى ، فإذا كانت الجيم مع بعض الحروف المقاربة لها ، ولا سيما إذا كانت ساكنة ، صعب إخراجها الجيم ، ومال الطبع بالنطق إلى الأسهل .

مخ ۲۶