121

Bughyat al-Ra'id limā Taḍammanah Ḥadīth Umm Zar‘ min al-Fawā’id taḥqīq al-Dasūqī

بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي

ایډیټر

أبو داود أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي

خپرندوی

دار الذخائر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

ژانرونه

الغَرِيبُ
قولُ عائشةَ ﵂ «كَانَ أَبِي ألَّفَ (^١) ألفَ أُوقِيَّةٍ» / (أي: جمَعَ) (^٢). قال اللهُ تعالى: ﴿مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [الأنفال: ٦٣].
ومَنْ رَوَاهُ: «آلف» بالمدِّ، فمعناه. وهو فعلٌ مشتقٌّ مِنَ الأَلْفِ، يُقالُ: آلفتُ القومَ فآلفُوا، اللَّازِمُ والمتعدِّي واحدٌ، قالَهُ الهَرَوِيُّ (^٣). أيْ جمعتُهم ألفًا، أو صيَّرتُهم ألفًا (^٤). /
وقولُها «تَعَاهَدْنَ وتَعَاقَدْنَ»: أَيْ ألْزَمْنَ أنفُسَهُنَّ بالقولِ موثِقًا وعهْدًا، وعقَدْنَ على الصِّدقِ والوفاءِ من ضمائِرِهِنَّ بذلك عقدًا. قال الله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ [المائدة: ٨٩] الآية ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ [المائدة: ٨٩] أي بِمَا وافَقَ به نُطقُكُم نِيَّتَكُم.
والأصلُ أنَّ العهدَ والعقدَ في اللُّغةِ بمعنًى واحدٍ، قالَهُ الخليلُ، وابنُ دُرَيْدٍ وغيرهما (^٥)، ومعناهُ التَّوَثُّقُ، مِنْ: عقدتُ الحبلَ والشَّيءَ بالشَّيءِ، وهو التَّوَثُّقُ

(^١) كذا ضبطت في (ك)، (ل) بتشديد اللام في «ألف» الأولى وفتحها، وهو الأنسب للسياق، ويراجع ما كتبته (ص: ٥٨).
(^٢) ليس في (ل).
(^٣) «الغريبين» (١/ ٩٢).
(^٤) زاد بعده في (ب): «وقال ابن إسحاق: ألف فلان إيلافا، وهو أن يجتمع له ألف من البقر والغنم أو غير ذلك، قال الكميت:
بعام يقول له المولفون هذا المعيم لنا المرجل» اهـ.
قلت: كذا قال، والكلام لابن هشام في السيرة (١/ ٥٦)، وأحسبه من إضافة الناسخ.
(^٥) «العين» باب (ع ق د) (١/ ١٤١) «جمهرة اللغة» (دكو) (٢/ ٦٨٠)، «الفروق اللغوية» للعسكري (ص: ٣٦٥)، و«المحكم والمحيط الأعظم» (١/ ١٦٦).

1 / 124