إن المرء شحيح بلغته وأدبه(مهما كان عنصره وجنسه ومهما كان حبه للتجدد)ومتمسك بهما تمسكه بروحه التي بين جنبيه وإذا أهدى الله له لغة أجنبية بذرها تبذيرا غير آسف عليها ولا نادم على ما فعل. وإن قدر له ترك شيء في يده به حوادث الزمان استعمل فكره في استخراج اللب من القشور والذهب من التراب فيحظى بجانب وافر من بلاغة تلك اللغة بينما هوفي لغته صفر الكف من عدم البحث والتنقيب لوقف لوقوف بعض النقاد الجامدين في سبيل مراده قائلين له(كل هذا ... وإلا مت ... ) فماذا عساه يفعل ياترى إذا لم يبدل الطريق؟ ويترك تلك الصخور في مكانها؟ ويسمح في حقوق كثيرة؟.
مخ ۳۴