221

Brothers, Oh Brothers

الأخوة أيها الإخوة

خپرندوی

المكتبة الإسلامية

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

(١) إفشاء السلام
أمرنا رسول الله ﷺ بإفشاء السلام، وعلمنا كيفيته، ورغبنا فيه؛ لأنه يورث المحبة بين إخوة الإسلام، التي تعد من مفاتيح الجنة.
ففي جامع الترمذي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "أفشوا السلام، وأطعموا
الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان" (١).
وفي رواية عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: "اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام" (٢).
قال الحافظ ابن حجر: والمراد بإفشائه نشره سرًّا أو جهرًا.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" (٣).
ولا يتوقف فضل إفشاء السلام على هذا، فهو سبيل لخفض الجناح بين المسلمين، وسبيل لنفي شبهات الكبر عن النفس، إذ الكبر بطر الحق وغمط الناس، ففي إفشاء السلام سبيل للتواضع، وتعظيم حرمات المسلمين. كما يقول الإمام النووى: والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين.
وقد ذكر البخاري ﵀ في صحيحه عن عمار بن ياسر ﵁ أنه

(١) أخرجه الترمذي (١٨٥٤) ك الأطعمة عن رسول الله، باب ما جاء فى فضل إطعام الطعام، وقال: حسن صحيح غريب. قال المباركفوري: واضربوا الهام: أي رؤوس الكفار.
(٢) أخرجه الترمذي (١٨٥٥) الموضع السابق.
(٣) أخرجه مسلم (٩٣) ك الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون وأنَّ محبة المؤمنين من الإيمان.

1 / 246