27

Breathing the Breeze of Intimacy from the Scents of the Fields of Holiness

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

پوهندوی

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

خپرندوی

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

ژانرونه

وكلام الإمام أحمد يدل عَلَى مثل هذا أيضًا. وقال ذو النون: تناول المعرفة بثلاث: "بالنظر في الأمور كيف دبرها، وفي المقادير كيف قدرها، وفي الخلائق كيف خلقها". "وسئل أبو سليمان الداراني: بأي شيء تنال معرفة الله؟ قال: بطاعته. قيل: فبأي شيء تنال طاعته؟ قال: به". فكلما قويت معرفة العبد بالله قويت محبته له ومحبته لطاعته، وحصلت له لذة العبادة من الذكر وغيره عَلَى قدر ذلك. وقد روى ابن أبي الدُّنْيَا بإسناده عن ابن عمر- ﵄ قال: "أخبرني أهل الكتاب أن هذه الأمة تحب الذكر كما تحب الحمامة وكرها، ولهم أسرع إِلَى ذكر الله من الإبل إِلَى وردها يوم ظمئها". وعن مالك بن دينار قال: "ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله ﷿". وعنه قال: "قرأت في التوراة: أيها الصديقون تنعموا بذكري في الدُّنْيَا؛ فإنَّه لكم في الدُّنْيَا نعيم وفي الآخرة جزاء". وقال محمد بن كعب القرظي: "وجدت في بعض الحكمة: أيها الصديقون، افرحوا بي وتنعموا بذكري". وقال مسلم أبو عبد الله: "ما تلذذ المتقون بشيء في صدورهم ألذ من حب الله ﷿ ومحبة أهل ذكره". وقال أحمد بن غسان: "قرأت في زبور داود ﵇: أحبوا الله يا صِدِّيقيه، افرحو أيها الصديقون بالله وتنعموا بذكره". وقال أحمد بن أبي الحواري عن أبي جعفر الرقي قال: "ما فرح أحد بغير الله إلا بالغفلة عن الله ﷿". قال وحدثنا محمود عمن أخبره قال: "رأيت بالبصرة رجلًا كثير الدواب قليل الطعم جيد البدن؛ فقلت له: أراك كثير الدوب قليل الطعم جيد البدن؟

3 / 316