171

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

خپرندوی

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

النهاية إلى تربة المسجد، إذ يجب أن تعلم أن رباط المسجد هو غاية الوسائل ووسيلة الغايات، وأن المجالس إنما هي سِقاؤه. ولطالما تباهت التنظيمات والحركات بكثرة خلاياها وأعدادها، وليس لها من رباط المسجد نصيب، فلا يمضي من الزمن إلا قليل حتى ترتد تلك الجموع على أدبارها، وتتساقط لقىً مهملًا بين المقاهي والملاهي!
المسجد هو أساس عَدِّكَ وإعدادك، فاغرس برياضه (رُبُطًا)، واجعل منها نسل دعوتك، ثم اجعل جلسة القرآن لها مدرسة، تغذيها وتنميها، وابن على ذلك في منهج التبصير بحقائق هذا الدين؛ بعثًا وتجديدًا! فبذلك -وبذلك فقط- تبنى الصفوف، لمن رام الدعوة إلى الله على منهج رسول الله ﷺ.
السقي والتجذير مصطلحان زراعيان استعرناهما للتمثيل والتقريب، وإنما ذلك ما عبرنا عنه من قبل في كتابنا (التوحيد والوساطة في التربية الدعوية) (١) بـ (الأرقمية) و(المنبرية)؛ فـ (الأرقمية): نسبة إلى مجالس الرسول ﷺ وصحابته، بدار الأرقم بن أبي الأرقم، قبل الهجرة، (والمنبرية): نسبة إلى منهجه ﷺ الخطابي، الذي عرف من على منبر المدينة، والحقيقة أن المنبرية والأرقمية منهج متكامل، لا يستغني أحدهما عن الآخر؛ فالمنبرية هو ما بدأ به الرسول ﷺ أول الأمر، لما صعد

(١) انظر التوحيد والوساطة في التربية الدعوية للكاتب، الجزء الأول، نشر وزارة الأوقاف القطرية ضمن سلسلة كتاب الأمة. العدد: (٤٧).

1 / 175