کتاب بسات
كتاب البساط
ژانرونه
مسألة في القضاء وجوابها
قالت المجبرة القدرية : إن جميع ماذرأ وبرأ بقضاء من الله ليس للعباد الى ترك شيء منه سبيل ، وذلك من قولهم الإفتراء والبهتان بين اليد والرجل.
وهؤلاء القوم جاهلون بلغة القرآن ومعانيه فهم في ضلالهم يعمهون.
<معاني القضاء>
فالقضاء في كتاب الله على اربعة أوجه :
فأحد ذلك : القضاء الإعلام والإخبار قال الله سبحانه :?وقضينا اليه ذلك أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين? .
وقضاء آخر : وهو الخلق من الله لما خلق قال جل ذكره :?فقضاهن سبع سموات في يومين? .
وقضاء آخر: وهو الأمر من الله لعباده ، وقال سبحانه :?وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه? .
وقضاء آخر: وهو الحكم من الله قال جل ذكره:?إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون? وقال:?إن الحكم إلا لله يقضي بالحق وهو خير الفاصلين?.
فهذه وجوه القضاء في كتاب الله فنريد أن يعرفها من يريد أن يعرفها على مايليق بالله من العدل والإحسان ، وإذا كان جل ذكره قد أخبر عباده أنه يقضي بالحق وامتدح بذلك فقد دلهم أنه لايقضي بالباطل لأنه لو جاز أن يمتدح أنه يقضي بالحق وهو يقضي بالباطل لجاز أن يمتدح بأنه يقول الحق وهو يقول الباطل قال جل ذكره :?والله يقول الحق وهو يهدي السبيل? فلما كان امتداحه بأنه يقول الحق دليلا على أنه لايقول الباطل فالله سبحانه قد قضى ماأمر به من الطاعات ولم يقض مانهى عنه من عبادة الأصنام وقتل الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس.
ونحن سائلوهم فقائلون لهم : هل أنتم راضون بقضاء الله ؟ فإن قالوا: نحن راضون بقضاء الله الزمهم أن يكونوا راضين بعبادة الأصنام وشتم ذي الجلال والإكرام وكل فاحشة نهى الله عنها، وإن قالوا: لانرضى بقضاء الله لزمهم أن يكونوا غير راضين بالتوحيد والإيمان وكل ماأمر به وفعله القدير الرحمن ؛ لأنهم يزعمون أن كل ماذكرناه بقضاء الله وقدره.
مخ ۸۸