Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
پوهندوی
محمد رحمة الله حافظ الندوي
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى / ١٤٢٤ هـ
د چاپ کال
٢٠٠٣ م
ژانرونه
وعائشة (ض) قد نالت من هذا العلم الحقيقي حظا وافرا ونصيبا كاملا، ولم يقتصر مجال تعلمها ونطاق دراستها على حصول العلوم الدينية فحسب، بل كانت بارعة حتى في علوم التاريخ والطب (١) والأدب، وقد ورثته من (٢) أبيها.
أما الطب فقد تعلمته من وفود العرب التي كانت تفد على الرسول ﷺ وتنعت له الأنعات، ولما سألها عروة فقال: أعجب من علمك بالطب كيف هو؟ ومن أين هو؟ فقالت: أي عرية إن رسول الله ﷺ كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره، فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات، وكنت أعالجها له فمن ثم» (٣).
مراجعة عائشة النبي ﷺ في كل ما يشكل عليها:
هذا ولم يكن هناك ساعات محددة أو حصص خاصة لتحصيل العلم، لأن معلم الشريعة ﷺ كان بنفسه موجودا في البيت، وكانت (ض) تنال شرف صحبته ليل نهار، [.......] * تقام في المسجد النبوي يوميا، وحجرتها (ض) كانت ملاصقة للمسجد، ولذا فإنه كانت تتوافر لها فرص الاستفادة من تلك الدروس التي يلقيها الرسول الكريم ﷺ أمام الجماهير خارج البيت، وحين يشكل عليها أمر من الأمور ولا تفهمه أو لا تسمعه جيدا فإنها كانت تستفسر النبي ﷺ عنه عندما يأتي البيت (٤)، وأحيانا تقترب من المسجد حتى تسمع من قريب، كما أنه ﷺ كان قد خصص يوما في الأسبوع لتعليم النساء ووعظهن (٥)، فكانت (ض) تعي من سنن
_________
(١) أخرج الحاكم في المستدرك عن عروة قوله: «ما رأيت أحدا أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة أم المؤمنين»، (١٢/ ٤ برقم ٦٧٣٣).
(٢) يدل عليه قول عروة فيما أخرجه الإمام أحمد: كان عروة يقول لعائشة (ض): «يا أمتاه لا أعجب من فهمك؛ أقول زوجة رسول الله ﷺ وبنت أبي بكر. ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس؛ أقول ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس أو من أعلم الناس ..» ٦/ ٦٧ برقم ٤٢٥/ ٢٤.
(٣) نفس المصدر.
(٤) انظر: مسند الإمام أحمد بن حنبل ٧٥/ ٦ برقم ٢٤٥١١ وكذلك ٢٤٥٠٧ وكذلك ٢٤٥١٤.
(٥) أخرج البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قالت النساء للنبي ﷺ =
_________
* قال معد الكتاب: [جاء في كتاب (الدر الثمين من سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين ﵂ ص: ٤٤ سطر ٥) "وحلقات العلم والدعوة والإرشاد"]
1 / 61