Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
پوهندوی
محمد رحمة الله حافظ الندوي
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى / ١٤٢٤ هـ
د چاپ کال
٢٠٠٣ م
ژانرونه
الطاعة واتباع الأحكام:
مما لا شك فيه أن طاعة الزوج واتباع أوامره من أهم وآكد الواجبات على الزوجة، وحياة عائشة (ض) خير أسوة وأحسن قدوة لذلك، فإنه لم تعهد منها أية مخالفة لأي حكم من أحكام النبي ﷺ طوال الفترة التي عاشتها في كنف النبي ﷺ التي امتدت إلى تسع سنين، لدرجة أنه لو خطر على بالها أو عرفت ولو بالتلميح أن الشيء الفلاني يغضب الرسول ﷺ لتوقفت عنه فورا وامتنعت منه كليا، تقول عائشة (ض): «استترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله ﷺ قام على الباب، فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهة، قالت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ قال: ما بال هذه النمرقة؟ فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله ﷺ: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة» (١).
وها هو الصحابي الجليل ربيعة الأسلمي (ض) قد تزوج، ولم يجد ما يولم به فجاء رسول الله ﷺ حزينا، فقال: يا ربيعة ما لك حزين؟ فقلت: يا رسول الله ما رأيت قوما ... حديث طويل وفيه ... فقال لي رسول الله اذهب إلى عائشة فقل لها: فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام، قال: فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله ﷺ، فقالت: هذا المكتل فيه تسع آصع شعير، لا والله إن أصبح لنا طعام غيره، خذه، فأخذته ... الحديث (٢).
هذا وقد كانت جميع أمهات المؤمنين يقمن بهذه الطاعة وتنفيذ أوامره ﷺ مثل ما كانت تقوم به عائشة (ض) في حياته ﷺ، إلا أن الطاعة الحقيقية والانقياد التام الأصلي هو القيام بهذا الواجب بعد وفاة النبي ﷺ، فيجب أن تنفذ كل أوامره وسائر أحكامه ﷺ بعد وفاته مثلها في حياته.
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب اللباس باب التصاوير برقم ٥٩٦١، ومسلم في صحيحه كتاب اللباس والزينة برقم ٢١٠٧.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ١٨٨/ ٢ برقم ٢٧١٨، والإمام أحمد في سننه ٤/ ٥٨، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ٢٥٦.
1 / 97