هي كذلك في بعض الولايات، وبخاصة تلك الولايات التي ينفون إليها مجرميكم، وإن الخدم الودعاء ليعاملون في أمريكا معاملة الرفق التي يجدونها في إنجلترا . غير أن الأشرار الذين تدينونهم وترسلون بهم إلينا لا بد لهم من القمع الشديد بعصا من حديد. وقد وضعنا القوانين في ولايات عدة لمنع دخولهم، وكانت هذه القوانين تنقض هنا على اعتبارها مخالفة لقانون البرلمان، ولسنا نشكركم على إقحامهم علينا، ونحسبها بربرية من حكومتكم أن تخلي سجونها، وتملأ بهم محلات بلادنا، بل نحسبها إهانة من أسوأ الإهانات، فإن كانت الشرائع الرفيقة تصلح لسياسة هؤلاء القوم، فما بالكم لا تبقونهم عندكم وتسوسونهم بتلك الشرائع؟ على أنك خليق أن تذكر أن الشرائع التي ترمونها بالقسوة قد أرسلت إلى حكومتكم، كما ترسل جميع الشرائع إلى الملك في مجلسه فأبرمتها. فإن كانت مع هذا عرضة للملام فتفضلوا أنتم واحملوا على عاتقكم بعض هذا الملام.
أيقوسي :
لا يحق لكم أن تقولوا إننا نقحم المجرمين على بلادكم؛ إذ في وسعكم إذا شئتم أن تحجموا عن شرائهم، ولو لم يكن من طبعكم الطغيان ولم يكن من هواكم أن تتخذوا لكم أتباعا تسومونهم العذاب وتشبعون بتعذيبهم تلك الشهوة في نفوسكم، وكان لديكم حقا ذلك الشعور بالحرية الذي تثيرون به تلك الضجة - لما اشتريتم أحدا من العبيد ولا من المجرمين، ولما احتملتم شيئا كهذا الرق أن يبقى بين ظهرانيكم.
أمريكي :
الحق كما تقول: إننا نستطيع أن نكف عن شرائهم، وإن كثيرا من العقلاء ليحجمون عن شراء أحد منهم، إلا أن الدنيا فيها العقلاء وغير العقلاء، وغير العقلاء يطمعهم الثمن البخس في شرائهم، وعلينا نحن أن نكبح هذا الطمع، وأن نمنع تجاركم أن يصلوا إلينا بتجارتهم البغيضة، ولكنكم لا تأذنون لنا في ذلك، ومن أجل هذا قلت إنكم تقحمون علينا العبيد كما تقحمون علينا المجرمين. وإني ليدهشني يا سيدي أن أسمع ملاحظتكم التي تقول فيها: إننا لو كنا نحب الحرية حقا لما سمحنا لشيء كالرق أن يبقى بيننا. فهذه ملاحظة غريبة من بريطاني من أهل الشمال حيث الرق مشروع بحكم القانون لا يزال!
أيقوسي :
أحسبك تشير إلى قوانين المواريث وهي لا تشتمل على شيء من الرق، وقد نقضت مع ذلك بقانون صدر من البرلمان .
أمريكي :
كلا يا سيدي، إنني أعني الرق في مناجمكم؛ أعني المساكين الذين يحفرون الأرض ليستخرجوا منها الفحم لكم. ففي تلك الأنفاق المظلمة التي لا تطلع عليها الشمس عبيد بحكم القانون، يتلوهم في العبودية أبناؤهم من اللحظة التي يستطيعون فيها أن يحملوا السلة إلى اللحظة التي يختمون بها أعمارهم، وإنهم ليباعون ويشترون مع المناجم وليس لهم من حرية الفكاك من هذا الأسر نصيب أكبر من نصيب العبيد عندنا في الفكاك من مزارع سادتهم، وإذا كان سواد وجوههم مسوغا لاستعبادهم، فأنتم لا تجدون حتى هذا المسوغ لاستعباد عمال الفحم عندكم. ولتذكر أنهم تحت غبار الفحم الأسود لهم جلود بيض، وإنهم أناس أمناء طيبون، وهم فوق ذلك من أبناء وطنكم.
إنجليزي :
ناپیژندل شوی مخ