بناء امه عربي
منهاج مفصل لدروس في العوامل التاريخية في بناء الأمة العربية على ما هي عليه اليوم
ژانرونه
وكانت غاية هذا الاجتماع أن يتداولوا في الإجراءات النهائية لتحقيق إرادة الشعب العربي ولتنفيذ ما نص عليه دستور الجمهوريتين؛ من أن شعب كل منهما جزء من الأمة العربية؛ لذلك تذاكروا ما قرره كل من مجلس الأمة المصري ومجلس النواب السوري من الموافقة الإجماعية على قيام الوحدة بين البلدين كخطوة أولى نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة ...
لذلك يعلن المجتمعون اتفاقهم التام، وإيمانهم الكامل، وثقتهم العميقة في وجوب توحيد سوريا ومصر في دولة واحدة، اسمها الجمهورية العربية المتحدة.
كما يعلنون اتفاقهم الإجماعي على أن يكون نظام الحكم في الجمهورية العربية ديموقراطيا رئاسيا، يتولى فيه السلطة التنفيذية رئيس الدولة يعاونه وزراء يعينهم ويكونون مسئولين أمامه، كما يتولى السلطة التشريعية مجلس تشريعي واحد، يكون لهذه الجمهورية علم واحد، يظل شعبا واحدا، وجيشا واحدا، في وحدة يتساوى فيها أبناؤها في الحقوق والواجبات، ويدعون جميعا لحمايتها بالأنفس والمهج والأرواح ... وسيتقدم كل من الرئيسين ببيان إلى الشعب يعني أمام مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري في يوم الأربعاء 16 من رجب سنة 1377 الموافق 5 من فبراير سنة 1958.
كما سيدعى الشعب في مصر وسوريا إلى استفتاء خلال ثلاثين يوما في أسس الوحدة وشخص رئيس الجمهورية ...
مقتطفات من إعلان الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة المصري في 5 فبراير 1958 لمولد الوحدة والمبادئ التي تقوم عليها
لقد كان في سوريا رد فعل لكل حركة في مصر، كما كانت أصداء الذي يحدث في دمشق تتجاوب في القاهرة؛ في مصر وسورية ذلك الفوران الذي أعقب الحرب العالمية الثانية وبدأت على أثره حركات التحرير الهائلة في أفريقية وآسيا، في سورية ومصر هذه الهزات العنيفة، ووراءها جميعا محاولات تغيير الأوضاع تطلعا إلى الأفضل والأحسن، في مصر وسورية ذلك الاندفاع إلى حرب فلسطين بالفروسية والإيمان ولكن من غير سلاح. ثم كانت في القاهرة ودمشق تلك الآثار التي ترتبت على حرب فلسطين، والتي كان أدلها تلك اليقظة التي تشبه انتفاضة من لسعته النار فاستفاق.
ثم في سورية ومصر نفس المعارك ... معركة الأحلاف العسكرية، معركة السلاح، معركة عدم الانحياز، معركة المؤامرات، معركة التحرر الاقتصادي.
بل إن سورية خاضت معركة قناة السويس ... وكذلك حاربت مصر معركة التهديدات الموجهة إلى سورية ...
وبدأت بالقاهرة محادثات نهائية لرسم الشكل الخارجي للحقيقة الواقعة. ولقد كانت هذه المحادثات في القاهرة تجربة جديدة في التاريخ. إنها لم تكن اجتماعا يتم بناء على رغبة ساسة أو حكام، وإنما كانت اجتماعات تمت بناء على ضغط وإلحاح وإرادة عنيدة مصممة صادرة من قلوب الشعب ... كان معنى محادثاتنا في القاهرة ووصول رائد الوحدة وبطلها ورافع علمها المجاهد شكري القوتلي إلى مصر، مع وفد من رفاقه في الجهاد، كان معناه أن الأوان قد آن، وأن الساعة التي تطلع إليها أجدادنا وعمل من أجلها آباؤنا قد دقت أجراسها ...
مقتطفات من الإعلان الذي أدلى به الرئيس شكري القوتلي أمام مجلس النواب السوري في 5 فبراير سنة 1958 ... إن السوريين لم يصونوا استقلالهم إلا ليدفعوا به إلى الأمام عجلة الاستقلال العربي كاملا ، ولم يحتفظوا لأنفسهم بسلامة كيانهم وسيادتهم في أراضيهم إلا ليلقوها دعامة راسخة في بناء كيان عربي ذي سيادة. وقد شرفني أن أعرب عن ضمائرهم وشعورهم يوم الجلاء عام 1946، عندما رفعت علم الاستقلال وقلت لن يرتفع فوقه إن شاء الله إلا علم واحد هو علم الوحدة العربية ...
ناپیژندل شوی مخ