بېله محدودیتونه
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
ژانرونه
3
بيد أنه توالت على الصين فترات طويلة من الاستقرار والازدهار أيضا؛ فالحضارة الصينية مسئولة عن العديد من الابتكارات التقنية والثقافية البارزة. تشمل هذه الابتكارات اختراع ورق الكتابة والبارود والأسلحة النارية، وبناء أكبر سفن خشبية في العصور القديمة، وتشييد اثنين من أكبر مشروعات الأشغال العامة في تاريخ البشر: سور الصين العظيم والقناة الكبرى.
أما سور الصين العظيم فهو في غنى عن المقدمات الطويلة. هذا السور عبارة عن سلسلة من الجدران، يصل طولها معا لأكثر من خمسة آلاف ميل، بناها في أوقات مختلفة أباطرة صينيون مختلفون، بداية من عام 700 قبل الميلاد تقريبا، وظل البناء مستمرا بتقطع حتى عام 1600 ميلادية تقريبا. وقد شيد سور الصين العظيم من أجل صد المنغوليين وغيرهم من القبائل النزاعة إلى القتال التي عاشت في الجبال والصحراوات التي حدت وسط الصين من الشمال . وقد بني وأعيد بناؤه عدة مرات على مدار تاريخ الصين، لكنه اخترق بصورة بالغة عام 1644م على يد جيوش أمراء حرب شعب المانشو، الذين أسسوا أسرة تشينج وظلوا يحكمون الصين حتى العصور الحديثة.
ورغم أن القناة الكبرى أقل شهرة من عدة جوانب فإنها كانت أهم هذه الإنجازات الضخمة؛ فقد ربطت بين النهر الأصفر ونهر اليانجتسي، لتوفر سبيلا للتجارة والنقل في أنحاء وسط الصين وتساهم بدرجة كبيرة في توحيد الصين وتاريخها بصفتها إحدى أقدم الدول المدن وأكبرها؛ فالقناة الكبرى التي يتعدى طولها ألف ميل هي أطول قناة من صنع الإنسان في العالم. وقد بدأت بداية متواضعة عام 486 قبل الميلاد لتربط نهر اليانجتسي بنهر هواي، لكن بعد عام 600 ميلادية، ظلت القناة تطول وتتسع تدريجيا لتربط في النهاية بين بيكين في الشمال بهانجتشو، وهي ميناء ومركز مهم لصناعة السفن في الجنوب.
في هذه المرحلة، لا بد أن نذكر أنه رغم أن تراث الملاحة لمصر وبلاد الرافدين ووادي السند والصين ساهم مساهمة غير محدودة في تقرير مصائرها النهائية كمهود للحضارة، فإن الأدلة واضحة على أن الملاحة لم تبدأ مع نشأة الحضارات؛ فثمة أدلة كثيرة على أن بشر الهومو إريكتوس وغيرهم من بشر ما قبل التاريخ كانوا يصنعون الأطواف والقوارب ويبحرون بها في عرض البحر، قبل استقرار الإنسان الحديث تشريحيا في قرى دائمة وبدء ممارسته الزراعة بزمن طويل.
الأطواف والقوارب والسفن الشراعية
من حقائق علم الأعراق أن الصيادين وجامعي الثمار ظلوا زمنا طويلا يصنعون زوارق بتجويف الكتل الخشبية، وكانوا يصنعون أطوافا تفوقها طولا بربط الكتل الخشبية أو الخيزران أو الغاب بحبال مصنوعة من الفروع أو اللحاء الممزق. وقد صنعت قبائل شمال غرب المحيط الهادئ الأمريكية الأصلية زوارق مجوفة ضخمة من الجذوع الهائلة لأشجار الأرز والأشجار الصنوبرية القديمة وأبحروا بها في عرض البحر، وهم بكل المقاييس من شعوب الصيادين وجامعي الثمار الذين عاشوا في «العصر الحجري».
يظل القدم الحقيقي للملاحة مسألة مثيرة للخلاف الشديد بين علماء عصور ما قبل التاريخ، لكن لا بد أن أشباه البشر كانوا يصنعون القوارب منذ العصر الحجري القديم العلوي على الأقل، وربما صنعت أول قوارب وأطواف قبل ذلك بزمن طويل. يعتقد بعض العلماء أن استعمار بشر الهومو إريكتوس جزر أقصى الشرق الإندونيسية منذ أكثر من خمسمائة ألف عام ما كان ليحدث إلا لو كان هؤلاء البشر الناشئون قادرين على الملاحة في عرض البحر في مراكب صالحة للملاحة.
4
أيا كان الرأي النهائي بشأن ركوب بشر الهومو إريكتوس البحر، فمن الحقائق المؤكدة أن شعوب ما قبل التاريخ قد استقروا أصلا في قارة أستراليا منذ ستين ألف عام على الأقل. وهو الإنجاز الذي تطلب عبور خمسين ميلا في البحار المفتوحة التي كانت تفصل بين جزيرة تيمور الإندونيسية وساحل أستراليا خلال هذه الفترة من التاريخ الجيولوجي
ناپیژندل شوی مخ