بېله محدودیتونه
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
ژانرونه
شكل 4-1: جحر قندس في الشتاء. رغم أن مخه لا يزيد عن حجم الجوز إلا قليلا، فالقندس يبني مسكنا معقدا بمداخل وفتحات تهوية مستترة بمهارة. (صورة توضيحية بريشة مايك ستوري. أعيد طباعتها بإذن.)
أخيرا وليس آخرا، حيوان القندس، وهو من القوارض، يزيد حجم دماغه قليلا على ثمرة الجوز، من عادته أن يقطع الأشجار الصغيرة، وبخلط الجذوع الصغيرة والشتلات بالوحل والأحجار يكون بركا وأهوارا أو يكبر حجمهما حتى يصنع بيئته الخاصة من المياه التي لا يرتفع مستواها عن الخصر. بعد بناء هذه الموائل الصناعية يمضي القندس لبناء مساكنه في شكل بيوت مفصلة بمداخل تحت مائية، وفتحات تنفس للتهوية مخفية بمهارة، وحجرات جافة وفسيحة لتناول الطعام والنوم والولادة وتربية الصغار (انظر شكل
4-1 ).
رغم أنه من المنطقي أن تكون القدرة على بناء هذه المآوي الحيوانية مبرمجة مسبقا جينيا، فإن وجودها بوفرة يثبت أن النوع الحيواني لا يحتاج إلى الحركة على قدمين أو الاستخدام الحر لليدين القابضتين، أو دماغا كبيرا حتى يبني مآوي من مواد طبيعية موجودة في بيئته. في الواقع، قد يكون بناء أشباه البشر لأماكن السكنى قائما لدرجة كبيرة على نزعة جينية قديمة مشتركة تجمع بين كل من أشباه البشر والقردة العليا وموروثة من سلف مشترك.
أعشاش القردة العليا
في عام 1985م نشر كولين بي جروفز اختصاصي علم الإنسان البيولوجي وجوردي ساباتير باي اختصاصي علم الرئيسيات، دراسة رائعة عن الأعشاش التي تبنيها يوميا ثلاثة أنواع حية من القردة العليا - قردة الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب - وثلاثتهم موجودون مع البشر في فصيلة الرئيسيات التي يطلق عليها اسم الأناسي. تستخدم أعشاش القردة العليا في المقام الأول ليلا من أجل النوم، لكنها تستخدم أيضا من حين لآخر خلال النهار للراحة وتناول الطعام. ذكر جروفز وساباتير باي أن أنواع القردة العليا الثلاثة كلها من بناة الأعشاش، وأن هذه الأنواع تبني عشا جديدا كل يوم، وأن بناء هذه القردة للأعشاش يحتاج قدرا كبيرا من المهارة، وأن عش كل نوع يعطي تصميما متوقعا يكرره كل الأفراد البالغين بانتظام رائع.
4
تعيش قردة أفريقيا الاستوائية من نوعية الشمبانزي والغوريلا بعيدا عن قردة جنوب شرق آسيا من نوعية إنسان الغاب بمقدار عدة آلاف الأميال، وتشعبت أصولها منذ خمسة عشر مليون عام، لكن تشترك الأنواع الثلاثة في العديد من السمات المشتركة فيما يتعلق بعادات بناء الأعشاش؛ فجميع أعشاشها تبنى بالوقوف في موقع واحد، وثني فروع النباتات المورقة التي تحيط بها، ووطء هذه الأوراق والفروع بالقوائم الخلفية، حتى يقام عش كبير على هيئة كوب يبلغ قطره عدة أقدام. كذلك قد تقتطع هذه الأنواع فروعا أخرى من أشجار وشجيرات مجاورة وتضيفها إلى الكومة، وفي حالات عدة تعمل على تشطيب العش بفرشه بنباتات أكثر ليونة لصنع فراش يمنحها مزيدا من الراحة.
كل أعشاش القردة العليا بالحجم والشكل نفسيهما؛ مستديرة أو بيضاوية الشكل، ويتراوح قطرها بين قدمين وأربع أقدام. الأنواع الثلاثة كلها تبني أعشاشا جديدة كل يوم من مواد نباتية في متناول يدها، ودائما ما تستخدمها مرة واحدة فقط. كل عضو بالغ في المجموعة يبني عشه، ولا يتشارك أعشاش النوم إلا الأمهات وأبناؤهن الصغار، ويكاد لا يتشاركه اثنان أو أكثر من البالغين أبدا.
5
ناپیژندل شوی مخ