وأثار صوته حنقها، ولكنها كظمت نفسها وقالت وهي تسير: اتبعني إلى شارع الألفي.
ومضت إلى الشارع الجانبي بعيدا عن الأعين المستطلعة، ثم أبطأت الخطو حتى لحق بها، وبادرته قائلة وقد نفد صبرها: أليس عندك ما تريد إخباري به؟
فتساءل متجاهلا في قلق وخوف: عم تسألين؟
فغاظها لدرجة الجنون وقالت بحدة مخيفة: ألا تدري حقا عما أسأل؟! هات ما عندك وكفاك خداعا!
فتنهد في تسليم وغمغم في خوف: تقصدين مسألة الزواج .
فقالت في سخرية مريرة: أظن هذا، ألا تراها مسألة تستحق السؤال؟
فقال بصوت شاك: أبي؟
فصاحت بحدة وجسمها ينتفض غضبا وهياجا: أبي، أبي، أرجل أنت أم امرأة؟
فقال بذل وخنوع وتسليم: رجل، ولكن كعدمه! - يعني امرأة! - سامحك الله، لا أسمع إلا نهرا وتقريعا سواء منك أو منه، ماذا أصنع؟
ورمته بنظرة حامية وصدرها يستعر حنقا وغيظا، امرأة، جبان، حقير، كيف أحبته، كيف هانت عليها نفسها فسلمت له! إن سعيها إليه، وتعلقها اليائس به، وحرصها الذليل على استرجاعه، هي شر ما تسيمها الدنيا من بؤس وعذاب، وصاحت به: يا لك من شاك باك حقير! كيف سولت لك نفسك الغدر بعدما كان، كيف أخفيت عني الأمر؟ أجب ...
ناپیژندل شوی مخ