فلم يملك أن ابتسم قائلا: ولكن هذه ضرورة لا بد منها، وما فيها من عيب!
فلم ترتح لقوله ولا لابتسامته، واشتد تورد وجهها، فقالت بشيء من الحدة: كلا! لا أحب المداعبات ولا الغزل! - ولكني أحبك حبا صادقا. - أف، لا تقسرني على سماع ما لا أطيق سماعه!
فتساءل مبتسما: هل أقتل نفسي؟
فابتسمت أفكارها دون أن يبدو شيء على وجهها وقالت: لا داعي مطلقا لقتل نفسك، لقد قلت ما عندي!
وأعادته العبارة الأخيرة إلى حيرته وخوفه، فقال بعد تردد: لست إلا شابا في السابعة عشرة، وتلميذا بالسنة الثالثة الثانوية، فكيف أفتح هذا الحديث؟
فنحت عنه وجهها قائلة ببرود: انتظر حتى تصير رجلا!
فقال في دهشة ممزوجة بالاستنكار: بهية!
فقالت في هدوء: ما من سبيل إلا هذا.
وشعر بغيظ، وضاق بما تلقاه به من حزم، ولكنه أحس في الوقت نفسه بحبها يغلبه على أمره ويطيح بخوفه وقلقه، فقال باستسلام: لك ما تشائين. سأحدث من بيدهم الأمر.
فرفعت إليه عينيها لحظة ثم خفضتهما، وبدت حينا كأنها تهم بالكلام، ولكن غلبها الصمت فقال: سأحدث فريد أفندي. - أنت! - نعم.
ناپیژندل شوی مخ