فضحك حسنين ضحكة قصيرة دون أن يجيب، فسأله الآخر بلهجة ذات معنى: أأعطيت درسك؟
فارتمى حسنين على فراشه وتساءل: هل أبدو متغيرا؟ - بلا ريب.
فتنهد الشاب قائلا: يحق لي أن أحمد الله على أن أمنا تجلس فيما يشبه الظلام. - ماذا حدث؟
هل يخبره بما حدث؟ ولكن هل يلقى منه إلا زجرا؟ قال: لم يحدث شيء؟ - واضطرابك؟! إنك إذا اضطربت توتر أنفك كالحمار.
قال حسين ذلك، ثم تساءل في نفسه هل يتوتر أنف الحمار حقا؟ كيف أختار هذا التشبيه؟ ولكن الآخر تضاحك قائلا: هيجان شعور، هذا كل ما هنالك. - وبعد؟ - ولا قبل!
فقال حسين بجد واهتمام: أريد أن أعرف مقصدك. - لا أفهم ما تقول. - لا تتجاهل ما أعني، أنت تفهم كل شيء. لماذا لا تتركها وشأنها؟ ألا تخاف أن يفطن فريد أفندي إلى عبثك أو يبلغه أمرك عن طريق الفتاة نفسها؟ سترمي بنا إلى مركز حرج.
فقال حسنين مبتسما: والله يا أخي، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أتركها ما تركتها أو أهلك دونها.
فضحك حسين على رغمه، ثم قال وهو يستعيد مظهر الجد والرزانة: ماذا تريد منها؟
يا له من سؤال! يبدو غاية في البساطة، ولكن من له بأن يجيب عليه، ولم يكن طرح على نفسه هذا السؤال فلم يدر له جوابا. كان اندفاعه بوحي من عواطفه وغرائزه دون حاجة إلى تفكير. ثم قال في حيرة: في مثل حالتي لا تفريق بين الباعث والغاية. - لا أفهم ما تقول. - ولا أنا بفاهم! - إذن دعها وشأنها كما قلت لك. - لن أزال وراءها حتى ...
فتفحصه حسين بنظرة كئيبة، وتمتم متسائلا: حتى ماذا؟ - حتى تقع كما وقعت. - ثم؟!
ناپیژندل شوی مخ