يجلس إلى جواري. ورأيته يربت على بطنه قائلا إنه لا يفكر في مغادرة هذا المكان لأن الأكل جيد. أمنت أمه على كلامه وقالت: أهم شيء هنا أن الطعام جيد، ولا نبذل جهدا في إعداده أو في غسيل الأواني والمشاغل الأخرى كافة.
فرغت من الأكل فغادرت القاعة والتقيت الهر
هاينر
فسألني عن جواز سفري. أعطيته بطاقة هويتي، وتبعته إلى حجرته. سألته عما إذا كان لديه بيرة فأومأ بالإيجاب. وأشار إلى ركن مكتبه حيث تراصت صناديق البيرة. أعطاني زجاجة من النوع القديم الذي تغطيه سدادة خزفية مثبتة بحلقة حديدية.
دفعت ثمنها، وأراني من النافذة موتوسيكل بمقعد جانبي قائلا إنه ملكه. وقال إن له هنا ستة أسابيع فقط وقبل ذلك كان يعمل في
برلين . وأدركت سر الحيوية والابتسام الدائم لشخص مقبل على مرحلة جديدة من حياته - بعد فشل السابقة ربما - في مكان وعمل جديدين.
قال إنه درس في الكلية الحربية، ثم عمل ضابطا لمدة ثلاث سنوات، لكن قلبه وقدمه أخرجاه من العمل، فاشتغل في مصنع لحام لمدة عشر سنوات، وهي تكفي كي لا يصاب في صدره أو عينيه. أما زوجته فكانت تعمل سائقة ترام وعملت بعض الوقت في مطعم.
ولج الغرفة طفل قدمه إلي على أنه ابنه. وتتابع وصول أطفاله، فقدمهم إلي في فخر مالك قطيع جيد.
قال: أنصحك بعدم الخروج لأننا سنقيم حفلا راقصا.
سألته: كم نبعد عن معسكر اعتقال
ناپیژندل شوی مخ