فصفعه إعرابا عن حسرته، وهو يسأله بكراهية: ماذا كان فيها؟ - تعب عمر! - عمر من؟ - شنكل.
ارتعد الرجل فهتف: شنكل! .. تبيع لي مصيبة! - ولكن مصيبة بيعها أكبر. - صحيح إنك نحس. - البطانة يا رمضان.
فكر رمضان يائسا، ثم قال متنهدا: لا فائدة من النواح، انتظر الليل حتى يرجع الحلواني من حلوان.
وقطع الكلام عندما رأى زبونا واقفا ينتظر لم يدر متى ولا كيف جاء! وتفحص حسونة الزبون باهتمام وقلق ثم ابتعد.
وعند المساء ذهبا معا إلى قهوة الجوهري، فوجدا عطية الحلواني منهمكا في عشرة دومينو. فصافحه رمضان وقدم له حسونة، ثم اشتركا في اللعب. وغادروا القهوة معا لإتمام السهرة في حجرة الحلواني، فمشوا جنبا إلى جنب في شارع الموسكي في شبه ظلام تتخلله أنوار متباعدة خافتة. وجعلا يحاوران الشاب بجهد متكلف، وهما يفكران في شيء واحد، ودون مناسبة قال رمضان: إن شاء الله تكون الجاكتة موفقة.
فقال الحلواني وهو يتثاءب: طبعا، ولكنها تحتاج إلى تضييق، (ثم وهو يلكزه ضاحكا) وتغيير لون، سلمتها أمس إلى عبدون الرفاء.
وماتت رغبتهما في مصاحبته، ولكنهما لم يجدا بدا من الذهاب. وغادروا الحجرة قبيل الفجر، وهما يترنحان فقال حسونة متأوها: فاز عبدون بتعب العمر.
فهتف به: سنرى، أنت من يوم مولدك نحس. - أنا في حاجة إلى النقود لأهرب.
فقبض على قفاه وهو يسأله: وأنا؟ سيظنني شريكك.
فتخلص من يده قائلا: إنه لا يدري شيئا عن علاقتنا.
ناپیژندل شوی مخ