فضحك حسونة عن أنياب كالأسياخ، وقال: ربنا لا يقطع لنا عادة. - ما معك؟ - جاكتة.
وضح الاهتمام في وجه رمضان، فتناول اللفافة ثم استخرج الجاكتة ليتفحصها. جاكتة رمادية في حالة جيدة كبيرة الحجم حتى لتصلح معطفا لحسونة. وسأله بلهجة ذات معنى: من أين؟
فأجابه وهو يغمز بعين حمراء: اطمئن.
ودس رمضان في يده ورقة من ذات الخمسة والعشرين، وهم بالرجوع، ولكن حسونة تعلق بذراعه وهو يقول: عملي ليس نزهة، ليس نزهة.
وبعد دفع وجذب رمى له بخمسة قروش بحركة نهائية قاطعة، ثم شق طريقه مرة أخرى إلى عربته.
وجال حسونة في أطراف السوق فابتاع أربع سجائر، ورغيفا، ولحمة رأس، ثم مضى إلى جدار المرحاض العمومي فجلس في ظله، وراح يدخن سيجارة بهدوء مؤجلا الأكل إلى حين. شنكل! تخيل وجهه القاسي ورأسه المشوه بالندوب. وارتعد جسمه الضئيل. لو شك في لحظة واحدة انتهيت.
وتناول طعامه، ولكن وجه شنكل سد حلقه.
وفي الليل لبد عند المنور يتنصت. وسمع صوت شنكل وهو يسأل بغلظة: أين الجاكتة يا ولية؟
فأجابت المرأة: لم تلمسها يدي. - زارك أحد؟ - أبدا. - خرجت؟ - أبدا. - عفريت أخذها؟ - ربنا يعلم.
وترامت إليه دمدمة عراك فارتعد في مكمنه. - يا مجنون .. يا وحش. - تعضينني يا كلبة؟ - يعني أموت وأنا ساكتة؟ .. ما قيمة جاكتة؟ - يا خرابي، فيها ما يساوي تعب عمر يا مجرمة.
ناپیژندل شوی مخ