بيت سيئ السمعه

نجيب محفوظ d. 1427 AH
27

بيت سيئ السمعه

بيت سيئ السمعة

ژانرونه

فتساءل أحمد ذاهلا: وحدك؟

فهزت رأسها نفيا، وقالت بالبساطة نفسها: معك.

فضحك معلنا عدم تصديقه، ولما وجدها جادة جدا سألها: وهل وافقت؟ - نعم، ولكن دون حماس.

لم يدر كيف يصدق هذا كله. أما هي فاستطردت: قالت لي: ابتعدي عن هذا الولد؛ إنه كالآخرين، وأهله كبقية الجيران.

وشعر بأنه مطارد. ووقف طرفه الحائر عند رأس نعامة سارحة في الفضاء من فوق الحاجز الحديدي.

ثم قال بقلق: إذن هي تعلم أننا هنا معا! - وراهنتني على أنك ستخيب رجائي. - كيف؟ - من أدراني؟

بل هي تدري، ولكنها تظاهرت بالاهتمام بالقرود، ثم وقفت فوق قنطرة تتأمل الماء المسقوف بأوراق الشجر، واقترحت أن يعدوا حتى الجبلاية، ولكنه شد على يدها قائلا: خبريني!

فنظرت في عينيه بجرأة، وقالت: أنت لا تصدق أنها تعرف أننا هنا، ولكنك تعلم بزواج أخيك الأكبر من ثلاث في وقت واحد!

فاحمر وجهه وقال: هو حر. - لا تغضب من فضلك، فغضبك يؤكد ظنها، هل عرفت الآن ما سألت عنه؟

وداخله حزن. الواقع فاق ما تخيله، إنهما من عالمين بعيدين. ورغم ذلك ازداد بها هياما.

ناپیژندل شوی مخ